لا زالت الحرائق تلتهم أحياءاً شاسعة من مدينة لوس أنجليس التي تعدّ من أجمل المدن الأميركية في ولاية كاليفورنيا، معقل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي بايدن.
كانت الحرائق عظيمة تؤججها الرياح العاتية في ظاهرة غير مسبوقة، لم تستطع عناصر الإطفاء إخمادها لعدم توفّر الإمكانات الكافية لمواجهتها، وقد قطع الرئيس بايدن، زيارته لإيطاليا، من أجل متابعة عمليات الإطفاء وتوفير الدعم المناسب لها، كما أعلن المدينة منطقة منكوبة.
الرئيس المنتخب ترامب، استغل حرائق لوس أنجليس وأشار بإصبع الإتهام إلى بايدن، الذي لم يوفّر الدعم الكافي لمراكز الإطفاء لجعلها قادرة على مواجهة مثل هذه الحرائق الكارثيّة. وسائل الإعلام الأميركية وعلى مدار الساعة، لا تزال تبث أخبار الحرائق في المدينة المنكوبة، وتشير إلى أن بؤر الحرائق تتسع مع تزايد سرعة الرياح التي تساعد على إنتشار الحرائق وإلتهام ألسنتها للأحياء الأخرى من المدينة، أمام عجز عناصر الإطفاء عن إحتوائها أو وقف إنتشارها، الأمر الذي دعا عمدة المدينة كارن باس، إلى وصف هول حرائق المدينة كما لو أن قنبلة ذرية ألقيت فيها.
لم تخف وسائل الإعلام الأميركية مشاعر الحزن في مصاب المدينة المحترقة، وتعاطفها مع سكانها المنكوبين، وعرضت لقاءات عديدة معهم تضمنّت مشاهير هوليوود، الذين احترقت قصورهم الفخمة وتحولت إلى رماد. من بين مشاهير هوليوود الممثل جيمس وودز، الذي ظهر على شاشة CNN وهو يبكي على إحتراق قصره الفخم الذي تقدّر قيمته بملايين الدولارات، لكنه تعرّض إلى هجوم لاذع وشماتة، من قبل نشطاء مواقع التواصّل الإجتماعي، ووصفوا ما حدث لقصره إنتقام إلهي مباشر، لأنه طالب قبل ذلك بمسح غزة والتخلّص من سكانها.
الأوامر صدرت من المسؤولين الأمنيين إلى سكان المدينة بإخلائها حيث يستحيل البقاء فيها تحت ألسنة النيران والأدخنة المتصاعدة وقد غادرها عشرات الألوف، تاركين منازلهم تحت رحمة النيران، أمام عجز قوات الإطفاء عن إخمادها.
لسوء حظ الرئيس الديمقراطي بايدن، أن الأسبوع الحالي هو آخر أسبوع له في الرئاسة، بينما تواصل النيران إلتهام مدينة لوس أنجليس الديموقراطية، و سيغادر البيت الأبيض وهو عاجز عن إطفاء تلك النيران، ودون أن يعيد مواطنيه إليها، وقد تحولت إلى ركام أسود كعلامة تاريخية فارقة في نهاية رئاسته.
لعل ذلك الركام يذكره بركام غزة ومأساة عشرات الآلاف من سكانها بمن فيهم الأطفال والنساء الذين كانوا ضحية قنابله الثقيلة التي كان يهديها إلى صديقه الإرهابي نتنياهو، ويشجعه على مواصلة حرب الإبادة على سكان غزة.
حقاً إنه الجزاء من جنس العمل.