«ما لم تحصل عليه إسرائيل بالحرب والإبادة والتدمير في غزة، لن تحصل عليه بالمفاوضات»... بهذه الكلمات لخص القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان، الموقف، وذلك خلافاً للتفاؤل الذي ساد بقرب التوصل لاتفاق لوقف النار وتبادل أسرى والمعتقلين.

وفي السياق، قال محللون إسرائيليون إن رئيس الحكومة بنيامين «نتنياهو يرصد ضعفاً في موقفي وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المال بتسلئيل سموتريتش»، وفي المقابل،«لم يضغط الوسطاء كفاية على قادة حماس، ولم تُحل أي من القضايا المركزية بمفاوضات تبادل الأسرى»، بحسب المسؤولين.

إنهاء الحرب

وأكد محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رونين بيرغمان أن «على نتنياهو أن يتخذ القرار بإنهاء الحرب».

وقال «يبدو أن التفاؤل الذي يتعالى حيال الاقتراب من التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس في مفاوضات الدوحة لايزال مبكراً»، رغم اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في 20 يناير الجاري.

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، إنه «للمرة الأولى بعد أشهر عدة، يوجد على ما يبدو أساس للتفاؤل».

وعزا ذلك إلى قرب دخول ترامب إلى البيت الأبيض، مضيفاً أن الصفقة ستنفذ على مرحلتين على الأرجح، بحيث يتم الإفراج أولاً عن نساء ورجال كبار السن ومرضى بين الأسرى الإسرائيليين، بعد الإعلان عن وقف إطلاق نار، يتم خلاله «انسحاب كبير للجيش الإسرائيلي من بعض المناطق في غزة».

بدورها، نقلت قناة «كان 11» عن مصادر رفيعة المستوى، «نتفاوض على قائمة تضم 33 رهينة، يجب أن يعودوا جميعاً - الأحياء والجثث، هذا هو الجزء الأول من الصفقة، المفاوضات تتناول الجميع، سواء الأحياء أو الأموات، وتشمل كيفية الانتقال من مرحلة إلى أخرى، مع الأخذ في الاعتبار أننا بحاجة إلى استعادة 98 رهينة في نهاية الأمر، اليوم (الأحد) أُجْرِيَت مناقشة حول المعايير، لأنها جزء من مكونات الصفقة».

وتابع «مع بدء وقف إطلاق النار، تتوقع إسرائيل إطلاق الرهائن فوراً، وسيلتقي منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، برئيسة الصليب الأحمر التي ستزور إسرائيل خلال أيام، لمناقشة تفاصيل إطلاق الرهائن وإمكانية مشاركة الصليب الأحمر في تنفيذ الصفقة».

منطقة عازلة

على الأرض، أوصى ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي بإنشاء منطقة أمنية عازلة دائمة في بيت حانون شمال غزة، ومنع عودة السكان الفلسطينيين للمنطقة التي نزحوا عنها، بذريعة إزالة التهديدات عن المستوطنات المحاذية، وفقاً لما أوردته إذاعة الجيش.

وذكرت صحيفة «معاريف»، أن الجيش بدأ يغير أساليب القتال وحركة قواته في بيت حانون، بعد خسائر فادحة مُني بها خلال الأسبوعين الماضيين، والتي بلغت 11 قتيلاً و20 مصاباً.

وأشارت الصحيفة إلى أن فرقة غزة قررت«اتخاذ عدد من الخطوات، بما في ذلك إطلاق المزيد من النيران قبل كل تحرك للقوات البرية، وفتح المحاور باستخدام الطائرات المُسيّرة، وعدم الاعتماد على الجرافات فقط».

وأوضحت أن «الهدف هو الكشف عن المتفجرات من الجو، باستخدام الأنظمة الحرارية، وتحديد أماكن الكاميرات التي تستخدمها حماس لإعداد المكامن».

حصيلة مأسوية

في المقابل، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن حصيلة مأسوية للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ 100 يوم على شمال غزة، إذ استشهد وفُقد 5000 فلسطيني، وأصيب 9500، بينما اعتُقل 2600، بينهم نساء وأطفال، وسط تصاعد الدعوات لوقف«الإبادة الجماعية».

وفي اليوم الـ 464 من الحرب العدوانية، أعلنت وزارة صحة«حماس»، اليوم الأحد، أن 28 شخصاً استشهدوا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية إلى 46565، وعدد المصابين إلى 109660.