هنا لا أعني إدمان الممنوعات كالخمور والمخدرات لا سمح الله، وحتى إدمان التدخين، حيث لا أذكر أنني وضعت سيجارة في فمي ليومنا هذا، ليس لأن السيجارة مضرة بالصحة، إنما لأنها لا تضيف لي أي شيء.
الإدمان الذي أعنيه هو إدمان مطالعة ومتابعة ما يبث عبر وسائل التواصل، حيث لديّ صفحة في تويتر والانستغرام والواتس، واكتشفت أنني من جماعة المدمنين عليها، حيث ما أن يكون الموبايل بجانبي، إلا اكتشف بلا وعي أنني أتصفح تلك المواقع ولا أعي ما يدور حولي.
اكتشفت الإدمان من أعراض أعاني منها، مثل جفاف في العين، والمتابعة بلا وقت محدد، عندما أجلس أمام التلفزيون لمتابعة برامجي المفضلة كالبرامج الوثائقية أو الأخبار، أكتشف أنني بدلاً من أن أشاهد البرنامج أشاهد شاشة هاتفي أتصفح تلك المواقع.
هنا عرفت أن ما يحدث إدمان بلا فائدة، لهذا قررت أن أبحث عن حل، والمثل يقول «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب» أنا غيرت المثل إلى: «لا تسأل مجرب ولا طبيب... اسأل نفسك!»، لهذا وجدت الحل حيث قررت منذ بداية يناير 2025، أن أخصص دقائق فقط للدخول على الانستغرام وتويتر والواتس، حيث أوقت موقت الهاتف فيذكرني بعد مرور كل ثلاث ساعات أن أتصفح المواقع لدقائق، وهذا ما أطلقت عليه «الصوم المتقطع».
الآن بعد مرور أسبوع إلا أجد أن الحل بدأ يأخذ مفعوله، حيث راحة نفسية أفضل، وساعات أطول لمشاهدة برامجي المفضلة، وكذلك قراءة أكثر، وأتمنى أن يتعافى جفاف العين، رغم أن جفاف العين أصاب حتى الأطفال الصغار، كما يذكر الأطباء.
وفي السياق صدر كتاب بعنوان «إستراتيجية التعلق» لكاتب أميركي اسمه نيل إيال، الكتاب يوضح أنهم يخلقون لك تطبيقات تجعلك تتعلق بها، أو بمعنى آخر تصبح عبداً لها، وبالفعل هذا الذي يحصل حالياً.
وفي مقالي هذا أعرض لهذه المشكلة، ومحاولتي الجادة الخروج من دائرتها، لعلها تكون تجربة مفيدة لآخرين، وأشعر أنني لم أخسر شيئاً.