«أنت على بعد قرار من أن تحيا حياة مختلفة تماماً»... بهذه العبارة، أحفّز نفسي دائماً للانطلاق كلما شعرت بأني مُثقلة بهاجسٍ أو تخوّف ما. وما أكثر هواجسنا، وما أعمق مخاوفنا.

ففي عالم اليوم، حيث تزداد وتيرة الحياة سرعةً وتتضاعف قوائم المهام بلا توقف، نجد أنفسنا أحياناً في سباقٍ يفوق قدرتنا على التحمّل. هذا الواقع يجعلنا في أمسّ الحاجة إلى لحظة هدوء، إلى يدٍ خفيةٍ تربت على أكتافنا، تُعيد توجيه بوصلتنا وتذكّرنا بالطريق الصحيح.

وحين نقرر أن نتوقف لوهلة، لنأخذ نفساً عميقاً ونتأمل مسار حياتنا، ندرك أن تحسين جودة الحياة يتطلب مراجعة صادقة مع الذات: ما الذي يجب إصلاحه؟ ما الذي يجب تركه؟ وما الذي يجب السعي إليه؟ هنا تحديداً، يقف القرار الحاسم كفاصل بين الواقع الذي نعيشه والحياة الأفضل التي نطمح إليها. فما دمتُ أنا أنوي وأنت تنوي، فإننا بخير.

«ناوي» جاء في وقته. كحدث نوعي، استثنائي، الأكبر من نوعه في الكويت والذي خاطب روح وقلب وعقل كل من يسعى لحياة أفضل، سواء كان نفسياً أو صحياً أو رياضياً أو غذائياً أو اجتماعياً. نجح الملتقى في فهم احتياجات «إنسان عصر السرعة»، وقدم تجربة غنية ومتكاملة من خلال 44 جلسة نقاشية ومحاضرة وورشة عمل بمشاركة أكثر من 85 متحدثاً محلياً ودولياً، ما جعلنا نحن، مئات الباحثين عن النماء الداخلي والخارجي، نجتمع تحت سقفٍ واحدٍ بمساحة آمنة احتضنت واحتوت بكل حبٍ كل آمالنا وتطلعاتنا وألهمتنا لمواصلة رحلتنا نحو التغيير والتجديد.

شكراً مها النعمة، شكراً دانة الخبيزي، على جهودكما الرائعة وجهود فريقكما المميز. لقد أثبتت نساء الكويت مجدداً أنهن قادرات على إحداث فرق حقيقي وإلهام كل من حولهن.

«ناوي» لم يكن مجرد حدث، بل تجربة ستظل محفورة في قلوبنا، لأنها ذكّرتنا بأن العافية تبدأ بقرار.