سطّر الشعب اللبناني يوم التاسع من يناير 2025، أروع الصور وأبدع في تخطيه المصاعب المحيطة به. هذا الشعب الذي صمد ببسالة وقوة وعنفوان رغم صغر مساحته وتواضع عتاده أمام العنف الصهيوني المتغطرس وأشعل الشموع حول الأرزة لإنارة الطريق أمام قافلة الوطن لينطلق نحو البناء والعمران.
نعم لبنان اليوم أشبه ما يكون بمقاتل جريح يتكئ على كتف ذاته مستعيناً بقواه ومحيطه العربي للنهوض والشروق ببهجة وازدهار، معلناً مع أشقائه العرب ميلاد وطن جديد يحمل غصن الزيتون ليصطفّ لبنان المحبة والجمال والاخاء مع دول العالم بأسره ناشراً في سماء لبنان أسراب الحمائم البيض معطراً الدنيا بشموخ واكبار واعتزاز.
نفخر به نحن العرب دون استثناء، فالمجلس النيابي الذي يمثل الشعب بكل أطيافه وأعراقه وأفكاره قال كلمته وحقق للعالم الأمل المرجو منذ أكثر من عامين فقد كان لبنان عروس البحر الأبيض وشامة الحسن العربي الذي كم أسعدنا بعِلم علمائه وإبداع أبنائه في تماسكهم وعزتهم وقوتهم.
فالشعب اللبناني الذي لم تكسره الأحداث عاد من جديد بعد المئوية الأولى من عمره المديد بإذن الله معلناً بدء المرحلة الجديدة التي ينتظرها العالم بأسره.
لبنان عاد فبشراكم أصدقاءه من جميع الدول وأشقاءه العرب الذين بكوا معه فترة الحزن والألم وفرحوا أمس مع إعلان فرحته وبزوغ شمسه التي لا تستغني البشرية والعالم عنها، فكلمة مهداة من القلب لأحبتي وأهلي وإخوتي في لبنان أينما كانوا تحمل بين حروفها عبق الفل والياسمين. وأهلاً بك لبنان فرحة قلوبنا وألف مبروك انتصارك رغم عمق الجراح، والحمد لله رب العالمين.