تعمل الإدارة الجديدة في سورية، على إعداد مذكرة ستقدمها للمحاكم الدولية، تتضمن مطالبة إيران بدفع مئات المليارات من الدولارات، على هيئة «تعويضات للشعب والدولة»، في حين دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المسلحين الأكراد إلى إلقاء أسلحتهم وإلا «فسيُدفنون» في الأراضي السورية.

وأوضحت وسائل إعلام مقربة من دمشق، أن الإدارة الجديدة ستطالب إيران بدفع 300 مليار دولار «مقابل ما سببته من ضرر للسوريين والبنية التحتية السورية، خلال انحيازها عسكرياً، مع فصائل تابعة لها، لصالح نظام (بشار) الأسد».

والثلاثاء، حض وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية أسعد الشيباني، إيران، على احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، وحذّرها «من بث الفوضى في سورية».

«مستقبل غامض»!

وأمس، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، إن سورية تواجه مستقبلاً غامضاً.

وأضاف «من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سورية، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي».

وتابع أن «من يعتقدون حالياً بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان».

مقبرة جماعية

إلى ذلك، أعلن عضو في الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» وناشط، العثور على مقبرة جماعية من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين أو مقاتلين قضوا خلال النزاع.

وعثر في منطقة جسر بغداد (شمال شرق دمشق) على أكياس عدة في حفرة دون على بعضها اسم أو عبارة «13 - رقم القبر».

ميدانياً، دارت اشتباكات بين مسلحين من أهالي خربة المعزة في طرطوس، وقوات الأمن، بعد رفض عدد من الأهالي تفتيش منازل في البلدة.

وأعلن مصدر في وزارة الداخلية لموقع «الجزيرة»، عن سقوط قتيلين و4 جرحى في صفوف القوات الأمنية، التي استقدمت فرقة خاصة وتعزيزات.

كما تظاهر عشرات الآلاف من الطائفة العلوية في مدن حمص واللاذقية وطرطوس والقرداحة وجبلة تنديداً بحرق مقام أبي عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي في حلب، وقتل 5 مدنيين من حراسه الثلاثاء.

وفرضت السلطات حظراً ليلياً للتجول في حمص واللاذقية.

وفي محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، أصيب 4 أشخاص على الأقل، بينهم طفل، أمس، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مدنيين تظاهروا احتجاجاً على احتلال قريتهم السويسة.

كما سقط 7 جرحى في قرية دواية برصاص إسرائيلي.

إحراق حبوب كبتاغون

في سياق آخر، أحرقت السلطات الجديدة كميات كبيرة من المخدّرات منها نحو مليون من حبوب الكبتاغون التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الأسد.

وقال مصدر في إدارة الأمن العام لـ «فرانس برس»، أمس، «قامت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الجديدة بالعثور على مستودع للمواد المخدرة أثناء تمشيط العاصمة دمشق وبالتحديد داخل المربع الأمني في منطقة كفرسوسة»، بينما أكد مصدر ثانٍ العثور على «ما يقارب أو يفوق المليون حبة... قمنا بحرقها على الفور».

وأشعل عناصر أمن، النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول ونحو 50 كيساً صغيراً تحتوي على حبوب كبتاغون وردية اللون.

أردوغان

ووسط مواجهات بين مقاتلين مدعومين من أنقرة والمسلحين الأكراد منذ سقوط نظام الأسد فجر الثامن من ديسمبر الجاري، صرح أردوغان، أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان «إما أن يلقي القتلة الانفصاليون أسلحتهم أو يدفنوا في الأراضي السورية مع أسلحتهم».

وأوضح أن ثمن ما خلفه نظام الأسد من دمار يُقدّر بـ500 مليار دولار.

وأضاف أردوغان، أن تركيا ستفتح قنصليتها في حلب قريباً، وأنها تتوقع زيادة في حركة المرور على حدودها في صيف العام المقبل مع بدء عودة بعض الملايين من المهاجرين السوريين الذين تستضيفهم.