مَنْ كان يتوقع أن الجيش السوري «الفرقة الرابعة» الذي كانت تقوده عائلة الأسد، يتاجر بالمخدرات، ومَن كان يصدّق أن جميع معامل تصنيع المخدرات وخاصة الكبتاغون كانت تحت سيطرة ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد؟!

حقاً إنها مفاجأة من العيار الثقيل ولكن علينا تصديق أعيننا والواقع يقول إن في عهد حكم عائلة الأسد وتحديداً قبل سقوطه كانت تجارة المخدرات هي الشغل الشاغل في سورية ويتم تصنيعها في سرية تامة لا يمكن لأي مواطن سوري الاطلاع عليها، في حين أن هناك مصانع مخدرات أخرى لم تكن تحت سيطرته المباشرة، ولكنها كانت تجبر تُجّار المخدرات الآخرين على دفع رسوم (اتاوات) مالية ضخمة لمصلحة ماهر الأسد، وكأنه عرّاب المخدرات في سورية.

ماهر الأسد كان يُشرف على كل كبيرة وصغيرة تخص عمليات البيع وبالأخص في معامل ريف حمص واللاذقية وطرطوس.

ومع هروب عائلة الأسد إلى روسيا وسقوط نظامه انكشف كل المستور لتخرج كل الفضائح السرية من خلال مشاهدة جيش المعارضة جميع معامل التصنيع للمخدرات والشبكة التي كانت تديرها تحت إشراف ماهر الأسد، الذي أصبح إمبراطور الكبتاغون حيث أدر على أخيه بشار الأسد، مليارات الدولارات سنوياً، فاستخدم هذه المخدرات كسلاح للضغط على الدول العربية المحيطة، لذلك وجهت الولايات المتحدة الاميركية ودول أجنبية أخرى أصابع الاتهام الى حكومة الرئيس السابق بشار الأسد بالتربح وراء إنتاج وبيع منشط الكبتاغون المسبب للإدمان.

كما ربطت الحكومات الأجنبية لهذه التجارة غير المشروعة في سورية بشقيق الرئيس المخلوع ماهر الأسد الذي طغى بشر أعماله مع الفرقة الرابعة للجيش بهدف إعادة دمج سورية مع العالم العربي الذي لفظ حكمه البعثي، وعند هروب بشار الأسد وعائلته انكشف أمره بيد مقاتلي جيش المعارضة الذي شاهد مهزلة المستودعات التي يخيم عليها الظلام الدامس وضعت لتكون في مكان بعيد مهجور في مدينة دوما، وعثر بها على ملايين الحبوب المخدرة من الكبتاغون وبالداخل يوجد المختبر الخاص لإنتاج الحبوب وهي جاهزة للتصدير إلى الخارج، وكذلك أظهرت عملية المداهمات العثور على أكبر معامل الكبتاغون التي تقع ضمن المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام الحاكم السابق، فكانت غالبية المباني توجد بها عشرات البراميل والصناديق والزجاجات التي تحتوي على مواد كيميائية مختلفة وبالتالي نرى أن الخطورة تقع في حبوب الكبتاغون الذي يعمل على زيادة التركيز ويقاوم النوم والشعور بالجوع، لذلك تم حظره في العديد من البلدان الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، إلا أن عائلة الأسد استمرت في إنتاجه ومتاجرتها فيه، فيما كشفت السيدة كارولين روز، وهي مديرة مشروع تجارة الكبتاغون في معهد نيولاينز في ولاية نيويورك عن قيمة التجارة العالمية للكبتاغون على أنها تقدر بنحو عشرة مليارات دولار، وتقدّر الأرباح السنوية لعائلة الأسد منها بنحو 2.4 مليار دولار، وقالت إن هذه المختبرات والمستودعات كانت ترتبط بشكل وثيق بالفرقة الرابعة للجيش ولإدارة المخابرات الجوية وعناصر أخرى من أجهزة الأمن التابعة لحكومة الأسد، وبالتالي كيف سيستغني أفراد عائلة الأسد عن تجارته وهي تجارة مربحة للغاية لهم؟!

من الملاحظ أن الأدلة والبراهين التي وثقتها فيديوهات الإعلام لتبيّن ما كان يجري داخل منشآت الأسد لإنتاج الحبوب المخدرة من الكبتاغون تشير إلى أن نظام الأسد البعثي كان دائماً منخرطاً في الإنتاج على نطاق صناعي واسع رغم أكاذيبه ورواياته التي كان يروجها بأنه لا يوجد أي أدلة على إنتاج وتهريب هذه الآفة في المناطق التي يُسيطر عليها حكمه، مرجعاً أسباب انتشار هذه النوعية من المخدرات في سورية إلى الجماعات المنفصلة وهي خارجة عن السيطرة وفي مناطق ضربها الإرهاب سابقاً، وكان يقصد في إشارة منه إلى المناطق التي سيطر عليها جيش المعارضة، ويبقى السؤال هنا: هل مازال ماهر الأسد وأعوانه يتاجرون في الكبتاغون في أماكن أخرى بعيداً عن سورية؟!

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com