بعد بضعة أشهر من المعاناة، أظهر المهاجم الدولي الفرنسي كيليان مبابي وجهه الحقيقي مرة أخرى بمراوغاته ونشاطه وغريزة تسجيل الأهداف التي جعلت منه نجماً عالمياً كبيراً في عالم كرة القدم، وبدأ في إسكات انتقادات تعرّض لها منذ انتقاله هذا الصيف إلى نادي ريال مدريد الإسباني.
الأحد ضد إشبيلية في الدوري الإسباني، افتتح مبابي المهرجان الهجومي المدريدي بتسديدة رائعة من مسافة 25 متراً فأسكن الكرة الزاوية اليمنى محرزاً هدفه العاشر في «لا ليغا» هذا الموسم.
بعد ذلك، مرّر نجم باريس سان جرمان السابق كرة على طبق من ذهب إلى الدولي المغربي إبراهيم دياز داخل المنطقة سجل منها الأخير الهدف الرابع.
وبعد المباراة، قال مدرب «ريال»، الإيطالي كارلو أنشيلوتي: «الآن يظهر وجهه الحقيقي. في المباريات الأخيرة كان جيداً، لكن لا يزال بإمكانه التحسّن»، مضيفاً «إنه أكثر تحفيزاً وحماساً وسعادة بوجوده هنا».
من جهته، قال الهدّاف الدولي الفرنسي عقب أدائه المقنع: «أشعر أنني بحالة جيدة جداً في الفريق، يمكنكم أن ترون على أرض الملعب أنني ألعب بشكل أفضل مع الآخرين وأن الفريق بأكمله يلعب بشكل أفضل بكثير».
وبعد أن فقد مكانه في المنتخب الفرنسي بسبب أدائه الضعيف بين نهاية أغسطس ونهاية نوفمبر والتي أضيفت إليها مشاكله القضائية مع فريقه السابق، اعترف مبابي بعد الفوز الكبير على إشبيلية في المرحلة الثامنة عشرة (4-2) بأنه «وصل إلى الحضيض» في 4 ديسمبر في بلباو، عندما خسر «ريال» أمام مضيفه «أتلتيك» 1-2 في مباراة مبكرة من المرحلة 19.
لكن هذه المباراة المخيّبة من جانبه، حيث أهدر ركلة جزاء (68)، أفادته في المقابل، مما دفعه إلى انتقاد نفسه. ومنذ تلك الليلة الكابوسية في ملعب «سان ماميس»، سجّل مبابي في كل من المباريات الأربع التي خاضها في ديسمبر بينها 3 مرّات منح فيها التقدّم لريال مدريد.
ثم أُصيب في فخذه ضد المضيف أتالانتا الإيطالي (3-2) في الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا، ولم يلعب المباراة التالية ضد رايو فايكانو في الدوري، قبل أن يعود ضد باتشوكا المكسيكي في المباراة النهائية لكأس إنتركونتيننتال في ملعب «لوسيل» ويقود فريقه إلى اللقب بافتتاحه التسجيل (3-0).
ورفع مبابي غلته حتى الآن إلى 14 هدفاً في المسابقات كافة مع 4 تمريرات حاسمة.
وفي دليل آخر على مساهمته الفعالة، يعتبر مبابي هو أيضاً اللاعب الأكثر تسديداً على المرمى في فريقه (37 تسديدة، مقابل 31 لمهاجم الغريم التقليدي برشلونة الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي).
بطل العالم 2018 الذي تجوّل كالروح التائهة على أرض الملعب بين نهاية أكتوبر ونهاية نوفمبر ضد برشلونة في الدوري (0-4)، وميلان الإيطالي (1-3) ثم ليفربول الإنكليزي (0-2) في دوري أبطال أوروبا، الآن يُسكت المنتقدين تماماً مثل ناديه الذي انتزع المركز الثاني في الدوري من برشلونة.
وبعد أن أصبح مبابي واثقاً من نفسه مرّة أخرى، يتوقّع أن يتحسّن مستواه أكثر في عام 2025. المهاجم الذي احتفل للتوّ بعيد ميلاده الـ 26، يريد هزّ الشباك وبثّ الرعب في المُدافعين مُجدّداً.