لم يكن مشهدُ إضرام النار في مدرسة «سان جورج» المملوكة من النجم راغب علامة في ضاحية بيروت الجنوبية على يد أنصار من «حزب الله» سوى واحد من مظاهر اشتعال حملةٍ على «السوبر ستار» ضجّتْ بها مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على مكالمةٍ صوتية مفترَضة له تم تسريبُها وانطوتْ على ما اعتُبر إساءةً إلى الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله («ارتحْنا منه») الذي اغتالتْه إسرائيل في 27 سبتمبر الماضي.
ورغم إعلان علامة أن ما نُسب إليه «مفبْرك» بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهو ما أكّده أيضاً الفنان عبدالله بالخير، الذي كان الطرف الآخَر في الاتصال، معلناً أنه وَقَعَ في «فخّ الـ AI»، فإن راغب لم يَنْجُ من سهام التخوين والتهديد والوعيد، من دون أن يقلّل من وطأة الحملة عليه أن ما نُسب إليه، لو تم افتراض صحته، لم يكن موقفاً علنياً بل أقرب ما يكون إلى «المجالس بالأمانات»، الأمر الذي جَعَلَ «التدافعَ الخشن» على مواقع التواصل «يحلّق» بهذه القضية الحساسة إلى «رأس» الترند على منصة «إكس».
ولم يكن تكسيرُ المدرسة المملوكة من راغب علامة، ثم حرْق أجزاء منها، أقل إثارة من بيانٍ نُسب إلى آل علامة تبرّأوا فيه من «السوبر ستار» الذي احتجب عن الكلام بعدما كان نَشَر على حسابه على منصة «إكس» تعليقاً على «الحوار المفبرك» مع بالخير، أتبعه بيان من مكتبه الإعلامي اعتبر فيه أن الفيديو، الذي وصفه بـ«المزيّف» وأن شخصاً انتحل صفة الفنان، مستخدماً تقنيات متقنة لتقليد صوته، ومدلياً بتصريحات لا تمتّ إليه بصلة، يأتي «في إطار الحملة المستمرة من الإشاعات المغرضة التي تستهدفه».
ولاقت جيهان علامة، عقيلة علامة، زوجها ببيان قالت فيه: «نشر الإشاعات الضارة ليس فقط تصرّفاً طائشاً، بل هو أمر بالغ الخطورة يغذي الكراهية والانقسام في مجتمعنا». وأضافت: «هذا السلوك يعكس غياب الإنسانية والتعاطف، ولا يُمكن أنّ يتمّ التساهل معه بأيّ شكلٍ من الأشكال. نحن نرفض هذه الأفعال بشدّة، وندعو الجهات المختصة إلى اتّخاذ إجراءات فوريّة حاسمة لمُحاسبة المسؤولين عنها».
وفي الوقت الذي تَقَدَّمَ المحامون حسين رمضان، عبدو قطايا، علي رباح، مازن عاكوم وعليا المعلم بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية ضدّ علامة بتهمة «إثارة النعرات الطائفية، تعكير الصفاء بين عناصر الأمة وإضعاف الشعور القومي والإساءة إلى المعتقدات الدينية»، حاولت «الراي» الاتصال بالفنان علامة لاستيضاح موقفه مما حصل ولكن هاتفه كان مغلقاً، فعمدت إلى الاتصال بشقيقه ومدير أعماله خضر علامة الذي قال رداً على الفيديو المسرّب: «لا يفترض بنا أن نردّ لأن عبدالله بالخير نشر فيديو أوضح فيه ما حصل ونفى نفياً قاطعاً كل ما تم تَداوُله. وما حصل هو من ضمن الإشاعات الكثيرة التي تلاحق راغب والتي يتحدث بعضها عن موته وبعضها الآخر عن زواجه، فضلاً عن إشاعات طلاقه. ولا شك أن هناك مَن يقف وراء هذه الحملة ولابد وأن نعرفهم».
ونسأله: «لكن هناك تطبيقاً يستطيع أن يؤكد إذا كان الصوت حقيقياً أم مقلّداً، وكانت نتيجته أنه صوت راغب؟»، فأجاب:«راغب أصدر بياناً أكد فيه أنه ليس صاحب الصوت وعبدالله بالخير قال إنه تم استخدام الذكاء الاصطناعي. ولغاية الآن نحن لا نعرف شيئاً».
ورداً على سؤال: لا تعرفون إذا كان راغب هو صاحب الصوت أم لا؟ يجيب: «بل لا نعرف مَن هو الشخص الذي تحدّث مع عبدالله بالخير».
وحول أن بعض الأشخاص الضليعين في مجال الذكاء الاصطناعي يؤكدون أن الصوت هو صوت راغب، يجيب خضر علامة: «يجب أن نعرف مَن الذي تحدّث إلى عبدالله بالخير».
وعما إذا كان يقصد أن شخصاً قلّد صوت راغب؟ يردّ بحسم: «طبعاً، وأنا متأكد من ذلك، ولكنني لا أعرف مَن هو هذا الشخص».
وعن رأيه بردّ الفعل الذي حصل على الفيديو المسرَّب؟ قال: «هي حملة مبرمجة وليست بريئة، كسائر الحملات والإشاعات التي يتعرّض لها راغب».
ونسأله: ما تعليقك على حرق مدرسة «سان جورج» التي يملكها راغب؟ فيردّ: «المدرسة قامت بإجراء قانوني لأن ما حصل غير مقبول على الإطلاق».
وعن البيان الذي أصدره آل علامة وأعلنوا فيه تبرؤهم من راغب، يقول مدير أعماله وشقيقه: «هم 3 أشخاص من آل علامة... مَن هم هؤلاء؟ كل شيء مزيف ومبرمج».
وحول الإخبار الذي تقدّمت به مجموعة من المحامين ضد راغب؟، يكتفي بالقول: «سمعتُ بهذا الموضوع كسائر الناس».
ومَن يريد إلحاق الأذى براغب؟ يردّ خضر علامة: «لا أحد. ولكن هناك مَن يقف وراء كل ما يحصل. نحن نعمل في دبي ونسجّل في الاستوديو ونعرف بالذي يحصل كسائر الناس».
وكيف ستردون على كل ما يحصل؟ يجيب: «هي إشاعة مثل غيرها. وردّ راغب كان على منصة (إكس)».
وعندما نسأل شقيق راغب: لن تلجأوا إلى القضاء؟ يجيب: «حالياً لا يوجد أكثر من هذا الردّ».
ولماذا يغلق راغب هاتفه؟ يوضح: «تحدثتُ إليه قبل قليل ولا أعرف لماذا أغلق هاتفه».
ونسأل خضر علامة: في رأيك، ألا يفترض بالفنان عبدالله بالخير أن يعرف رقم راغب؟ فيجيب: «لا أعرف... وعبدالله لا يعرف مَن الشخص الذي اتصل به».