بعد 13 عاماً من النضال والكفاح، وبالحراك السلمي وبالسلاح، تمكن الشعب السوري الشقيق وبقيادة أحمد الشرع (الجولاني) قائد العمليات العسكرية من إسقاط نظام الأسد الإجرامي.
ضحى من خلاله الشعب بكل غالٍ ونفيس من أجل أن ينال حريته، وتحقق له ذلك بفضل من الله تعالى، ثم نتيجة لتوحيد الصفوف وبدعم صادق من الحلفاء الأوفياء.
تفاجأنا بعد تخلص السوريون من نظام المسالخ البشرية والسجون، وبدئهم بتأسيس دولة تتوحد فيها الكلمة وتتكاتف فيها الجهود، بظهور أصوات نشاز إما حماقة وجهلاً، وإما عمداً وكيداً ومكراً.
بعضها بدوافع دينية يُطالب بإلغاء كل الطوائف والعرقيات وألّا تكون هناك كلمة مسموعة إلا لأهل السنة، وألّا يُسمح لأهل الديانات والطوائف الأخرى بإقامة احتفالاتهم وطقوسهم، وأن تغلق كل حانات الخمور!
وبعضها الآخر يرفض القيادة الجديدة لمرجعيتها الدينية، فيعارض الشريعة الإسلامية، ويدعو إلى علمانية الدولة، ويُطالب بالحرية المطلقة!
نقول للفئة الأولى وهي تذكرني ببعض المتدينين الذين هاجموا الرئيس أردوغان، ولايزالون فيقولون: لو كان إسلامياً لمنع الخمور والمراقص!
نقول لهؤلاء إن النبي عليه الصلاة والسلام، لم يهدم الأصنام إلا بعد فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، أي بعد 21 سنة من البعثة، وكثير من المحرمات لم ينزل حظرها مع أول نزول للوحي وإنما جاء تحريمها تدريجياً خلال سنوات البعثة النبوية.
والخليفة عمر بن عبدالعزيز، لم يزل كل المنكرات مع أول تسلمه للحكم وإنما تدرج في ذلك مراعاة لأحوال الناس.
لذلك نقول لهؤلاء حنانيكم على إخوانكم، وأحسنوا الظن بهم، والقادم أجمل بإذن الله.
وأمّا الفئة الثانية فنقول لهم اخجلوا على أنفسكم ولا تكونوا معول هدم لبلادكم، ولا تكونوا ألعوبة في أيدي أعداء وطنكم!
تذكروا ما كنتم فيه من حكم دكتاتوري حكمكم بالحديد والنار، لم يجرؤ الكثير منكم على معارضته ولو بكلمة.
ثم احترموا مشاعر أهل الشهداء والأسرى والمفقودين، والذين لاتزال قلوبهم مكلومة على أقاربهم وأحبابهم.
لقد صبرتم على ظلم نظام الأسد لأكثر من 50 عاماً، واليوم لم تُمهِلوا الحكم الجديد ولو 50 يوماً، ألا ما أفجر خصومتكم!
X : @abdulaziz2002