«عودة الروح».. لم أجد وصفاً يلامس ما شعرت به أمس الأول أثناء متابعتي لمشاعر الناس وتوهج عيونهم وحماسهم وسعادتهم وهم يتهيّأون لمتابعة مجريات حفل افتتاح كأس الخليج لكرة القدم العزيزة على قلوبنا وهي تجرى على أرض الكويت الطيّبة المباركة بعد سلسلة من الإحباطات المتلاحقة التي كادت تُفقدنا الثقة بالنفس والاطمئنان إلى الحاضر وتدخلنا - لا سمح الله - إلى دوّامة القلق من المستقبل.
حفل الافتتاح الذي جرى أمس الأول ربما لا يكون الأفضل في العالم، ولكنه بالتأكيد الأفضل كويتياً منذ سنوات مضت لم نشهد فيها مروراً سلساً منظماً مبهراً لأي تنظيم إقليمي أو قاري أو دولي يجري على أرضنا بحضور حشود كويتية وخليجية وعربية.
ما شهدناه أمس الأول، وبحضور والدنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ورغم أنه جهد أربعة أسابيع فقط، إلّا أنه أعادنا إلى «الثقة» التي جُبلنا عليها، ووضعنا على جادة الإبداع التي كانت جزءاً من حياتنا وإنجازاتنا في مختلف المجالات، فأدركنا أننا عدنا إلى الطريق السليم ليكون هذا الحفل باكورة لمزيد من الإنجازات القادمة.
ولعله من اللافت أن هذه العودة لم تكن مبهجة لنا ككويتيين فقط، ولكنها أسعدت أشقاءنا وإخواننا الخليجيين والعرب الذين استشعرنا ونحن على استاد جابر بهجتهم وفرحتهم ودعمهم لعودتنا.. واليوم، أخيراً وبعدما كنا نتألم سابقاً ونحن نجيبهم على سؤال المحب عندما كانوا يقولون.. «وينكم يا أهل الكويت؟».. صار بإمكاننا أن نجيبهم بكل ثقة ومحبة.. «ها نحن عدنا يا كويت».
اليوم، وبعد أن نقول الحمد لله، نتوجه بالشكر إلى وزير الإعلام والشباب الأخ عبدالرحمن المطيري وكل القائمين والعاملين والمتطوعين معه من مختلف الجهات في الدولة الذين وصلوا الليل بالنهار وبذلوا الجهود المخلصة ليعيدوا إلينا شيئاً من شتاتنا، آملين أن نستعيد كامل قدرتنا وثقتنا وتميّزنا وريادتنا في الأيام المقبلة.. وأهلاً بكأس آسيا في الكويت.