استحدثت شركات وساطة مالية عدة أنظمة رقابية داخلية تمنع تسريب أي معلومات تتعلّق بالعملاء وتطورات محافظهم الاستثمارية سواء التي تُستثمر من خلالها مباشرة أو من خلال وسطاء أفراد.

وحسب متابعة لـ «الراي» حرصت بعض شركات الوساطة على تطوير أنظمتها الداخلية لرصد أي دخول على حسابات عملائها سواءً من خلال هاكرز أو عن طريق أي من موظفيها، وحال حدوث الأمر يرسل النظام رسالة نصية إلى الأشخاص المعنيين تفيد بحدوث اختراق لخصوصية حساب العميل.

ومعلوم أن شركات الوساطة المالية في بورصة الكويت تُمثل عصباً أساسياً للسوق باعتبارها أحد المنافذ الرئيسية لتدفق السيولة إلى التعاملات اليومية، الأمر الذي دفع إلى توفير بيئة استثمارية آمنة وفعّالة للعملاء.

وتعتبر هذه التغيرات جزءًا من خطة تطوير السوق، حيث يتم التأكيد على أهمية حماية أموال العملاء وضمان عدم استخدامها بشكل مخالف للقوانين.

وفي ظل التطورات المتسارعة في النظام المالي وقرب إطلاق الوسيط المركزي (CCP)، أصبحت هذه الشركات في موقع مهم في شأن تلبية احتياجات المستثمرين مع الالتزام بأعلى معايير الخصوصية وسرية الحسابات.

تعزيز الثقة والأمان

ويتوقع أن يلعب الوسيط المركزي «(CCP)، باعتباره جزءاً من خطة تطوير البنية التحتية لسوق المال الكويتي، دوراً محورياً في ضمان سلامة العمليات المالية وتقليل المخاطر المرتبطة بالتسوية.، ومن أبرز فوائد هذه المنظومة:

1 - الفصل بين حسابات العملاء، حيث يُلزم النظام شركات الوساطة بفصل أموال العملاء عن أموالها التشغيلية، مما يحمي أموال المستثمرين من أي مخاطر مالية قد تواجه الشركات.

2 - تحسين الشفافية، إذ ستسهم منظومة الـ CCP في تعزيز الشفافية من خلال تقديم تقارير دورية دقيقة حول العمليات المالية، مما يمنح المستثمرين رؤية واضحة لحساباتهم.

3 - تقليل المخاطر الائتمانية، وتعتمد «CCP» نظام ضمانات يحمي كلا الطرفين (البائع والمشتري) في أي صفقة مالية، مما يُقلل من المخاطر المرتبطة بالتعاملات».

إدارة المحافظ

وستشهد الساحة في ظل التطورات المرتقبة إجراءات لتفويض شركات الوساطة لإدارة أموال العملاء، مع تحديد الأهداف الاستثمارية ومستوى المخاطرة المقبول.

ويبدو أن المجال قد يكون متاحاً لاستخدام الشركات أدوات تحليلية وتقنية متطورة لتقييم أداء المحافظ بشكل مستمر وتحقيق أفضل العوائد الممكنة.

ومع استمرار التطور في سوق المال الكويتي، يتوقع أن تستمر شركات الوساطة في تعزيز خدماتها لتلبية تطلعات المستثمرين. ومن أبرز التوقعات المستقبلية التركيز على تقديم خدمات إلكترونية بالكامل مثل التداول عبر التطبيقات الذكية.

ومعلوم أن بعض الشركات تخدم عملائها بالتعاون مع شركاء ووسطاء بالخارج فيما تسعى أخرى لدخول أسواق إقليمية، مستفيدة من خبراتها المحلية.

وفي النهاية فإن التطورات التقنية والتنظيمية، مثل إطلاق «CCP»، وضعت شركات الوساطة في الكويت على طريق التقدم. ومع استمرار العمل على تعزيز الخصوصية وسرية الحسابات، يمكن لهذه الشركات أن تلعب دوراً أكثر تأثيراً في تنمية الاقتصاد الوطني وجذب مزيد من المستثمرين.