شكّلت الزيارات الخارجية التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، في العام الأول من توليه مقاليد الحكم، خريطة العلاقات الخارجية، في ظل حرص الكويت على مد يد التعاون مع الأشقاء الخليجيين، والدول الإقليمية الصديقة.

وتأتي هذه الزيارات التي حظي فيها صاحب السمو بترحيب كبير وحفاوة من قادة وزعماء تلك الدول، لتعيد التأكيد على ما تتمتع به الكويت من مكانة دولية، وما يحظى به سموه من تقدير دولي.

8 زيارات خارجية كانت 5 منها لدول مجلس التعاون الخليجي، و3 زيارات للأردن ومصر وتركيا.

المحطة الأولى كانت للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في 30 يناير الماضي، أما الثانية فكانت لسلطنة عُمان في 6 فبراير الماضي، وحلّ سموه في محطته الثالثة ضيفاً على مملكة البحرين في 13 فبراير الماضي، أما دولة قطر التي زارها سموه في 19 فبراير فكانت رابع زيارة خارجية، لتأتي بعدها دولة الإمارات بزيارة لسموه في 5 مارس الماضي.

أما المملكة الأردنية الهاشمية التي حل سموه ضيفاً عليها في 23 أبريل فكانت أول زيارة خارج مجلس التعاون الخليجي، وأتت بعدها مصر في 30 أبريل كسابع زيارة خارجية، أما تركيا فكانت المحطة الثامنة في 7 مايو.

السعودية... علاقات أخوية تاريخية

في نهاية يناير الماضي، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، في العاصمة السعودية الرياض، فيما عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جلسة مباحثات رسمية مع صاحب السمو، ومنحه قلادة الملك عبدالعزيز، نيابة عن الملك سلمان.

واستعرضت جلسة المباحثات «أوجه العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الآراء حول مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها».

عُمان... افتتاح مصفاة الدقم

في سلطنة عُمان كانت الزيارة الثانية في 6 فبراير الماضي، حيث بحث صاحب السمو مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد التطورات الإقليمية وتعزيز العلاقات.

كما حضر صاحب السمو، في اليوم التالي الموافق 7 فبراير، حفل افتتاح مجمع مصفاة الدقم للصناعات البتروكيماوية، وهو أكبر مشروع مشترك بين عُمان والكويت.

قطر... تعزيز العمل الخليجي المشترك

في المحطة الرابعة في 19 فبراير، حل سمو الأمير ضيفاً على دوحة قطر، وعقد سموه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري في الدوحة، جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها، كما جرى تبادل وجهات النظر حول آفاق تعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يعزز أمن المنطقة واستقرارها، والقضايا الإقليمية والدولية.

وفي ختام الزيارة، صدر بيان كويتي - قطري مشترك جاء فيه أن جلسة المباحثات الرسمية استعرض خلالها قائدا البلدين «العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة».

الإمارات... علاقات راسخة

في ختام الجولات الخليجية أتت زيارة الإمارات في 5 مارس الماضي، حيث أجرى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مباحثات مع صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.

وقال الرئيس الإماراتي «إن منح صاحب السمو أمير الكويت وسام زايد يأتي تعبيراً عما نكنّه لسموه من تقدير واعتزاز بالعلاقات الأخوية الإماراتية ـ الكويتية، وجهود سموه في ترسيخها ودفعها إلى الأمام على مختلف المستويات»، مؤكداً اعتزازه بـ«قلادة مبارك الكبير» وما تعبر عنه من عمق العلاقات بين البلدين وشعبيهما.

وأضاف: «تربطنا بالكويت الشقيقة علاقات أخوية تاريخية تقوم على أسس راسخة من التفاهم والاحترام على المستويين الرسمي والشعبي».

تركيا... مذكرات تفاهم

كانت تركيا المحطة الثامنة لسمو الأمير في 7 مايو، كأول دولة غير عربية يزورها سموه.

وبحث سمو الأمير مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات.

كما بحث الجانبان، خلال جلسة مباحثات رسمية، أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وشهد الرئيس التركي وأمير دولة الكويت مراسم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون بين البلدين، في مجالات متنوعة، من بينها الاستثمار والإسكان والبنى التحتية، والصناعات الدفاعية.

الأردن... تعزيز التعاون الثنائي

أما المملكة الأردنية الهاشمية التي حل سمو الأمير ضيفاً عليها في 23 أبريل، فكانت أول زيارة خارج مجلس التعاون الخليجي، حيث كان في مقدم مستقبليه الملك عبدالله الثاني.

وترأس الزعيمان جلسة مباحثات «استعرضت مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة التاريخية التي تربط الكويت والمملكة الأردنية، ومختلف جوانب التعاون الثنائي بين البلدين بما يدعم ويعزز العلاقات الراسخة التي تجمع الشعبين الشقيقين».

البحرين... نموذج مُشرّف للعلاقات

كانت المحطة الثالثة في البحرين في 13 فبراير الماضي، حيث عقد سمو الأمير مباحثات مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني وأعضاء الوفدين.

وأكد ملك البحرين أن «العلاقات البحرينية - الكويتية نموذج مُشرّف للعلاقات المتميزة بين الأشقاء، وتستند إلى أسس قوية من الأخوة والترابط والرؤى والتفاهم والتنسيق المشترك».

وأشاد بما «حققته الكويت من نهضة تنموية وحضارية على جميع الصعد، وبما تحظى به من مكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي، وبدورها التاريخي الريادي في دعم العمل الخليجي والعربي والإسلامي المشترك، وجهودها المشهودة في العمل الإنساني».

وقلّد عاهل البحرين، سمو أمير البلاد، وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة (القلادة)، تقديراً لجهوده ودوره البارز في توطيد العلاقات الثنائية وتوثيق الأواصر التاريخية بين البلدين، كما أهدى سمو الأمير السيف البحريني بهذه المناسبة.

وأعرب سمو أمير البلاد عن اعتزاز الكويت قيادة وحكومةً وشعباً بعلاقاتها الأخوية المتجذرة مع مملكة البحرين، «التي تتميز دائماً بخصوصيتها وعراقتها منذ قديم الزمان».

مصر... تضامن كامل في المحطات المحورية والفارقة

أما مصر في 30 أبريل فكانت سابع زيارة خارجية لسمو الأمير، وصدر بيان مشترك أكد فيه سمو الأمير ورئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية في غزة.

وعقب جلسة المباحثات الثنائية، عقدت جلسة موسعة ضمت أعضاء الوفدين، شهدت تناولاً معمقاً للعلاقات الثنائية بين مصر والكويت، وإشادة متبادلة وتقديراً لعمق وقوة تلك العلاقات الثنائية الوثيقة بينهما على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وما شهدته من تضامن كامل عبر مختلف المحطات المحورية والفارقة، على نحو برهن بوضوح على التزامهما المتبادل بضمان وحماية أمن ومصالح بعضهما البعض، وحرصهما الراسخ على حماية الأمن العربي المشترك باعتباره كلاً لا يتجزأ.