بعدما شدّد على أنه لا يُريد تحويل سورية إلى نسخة من أفغانستان، أكد قائد «إدارة العمليات العسكرية» أحمد الشرع، أن «هيئة تحرير الشام» التي يتزعمها، قطعت علاقتها بتنظيم «القاعدة»، في حين تظاهر المئات من نساء ورجال في ساحة الأمويين في دمشق للمطالبة بنظام مدني وبمشاركة النساء في الحياة العامة والعمل السياسي في الإدارة الجديدة.
وردّد المتظاهرون شعارات مثل «سورية حرة مدنية» و«نريد ديمقراطية وليس دينوقراطية» (تيوقراطية)، رافعين لافتات كتب عليها «نحو دولة قانون ومواطنة» و«لا وطن حراً دون نساء أحرار».
وقالت الموظفة المتقاعدة ماجدة مدرس لـ «فرانس برس»، إنها «موجودة هنا لأننا نشعر بأن كل نساء ورجال سورية يجب أن يكونوا موجودين، لأننا نشعر للمرة الأولى بأن لدينا وجودا ونتكلم ونعبّر ونسمع بعضنا».
وتابعت «أي موقف يسيء حالياً للمرأة سنكون له بالمرصاد ولن نقبل به، انتهى العهد الذي سكتنا فيه».
من جانبه، أوضح الشرع أنه يعمل حالياً وفقاً للمصالح السورية العليا، قائلاً «لا علاقة لنا حالياً بأي تنظيمات أو جهات خارجية».
يشار إلى أن «الهيئة» التي عرفت سابقاً بجبهة «النصرة» كانت أعلنت انفصالها نهائياً عن تنظيم «القاعدة» عام 2016.
ونفى الشرع، في مقابلة تلفزيونية، بثت على شبكة «بي بي سي»، مساء الأربعاء، أن يكون شارك سابقاً بالمعارك في العراق عندما انحرفت نحو الطائفية.
وأشار إلى أن سورية وأفغانستان، «مختلفتان للغاية، ولديهما تقاليد مختلفة. فأفغانستان مجتمع قبلي. وسورية لديها عقلية مختلفة».
وأكد أيضا أنه يؤمن بتعليم النساء. وقال «لدينا جامعات في إدلب منذ أكثر من 8 سنوات. أعتقد بأن نسبة النساء في هذه الجامعات تزيد على 60 في المئة».
وتابع الشرع أن سورية منهكة من الحرب ولا تُشكِّل تهديداً لجيرانها أو للغرب، داعياً إلى رفع كل العقوبات الأميركية والأوروبية عن دمشق، «كي تنهض من جديد».
كما طالب بشطب «هيئة تحرير الشام» من «قائمة المنظمات الإرهابية».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، «الهيئة» إلى الوفاء بوعودها بالاعتدال إذا كانت تريد تجنب العزلة المفروضة على حركة «طالبان».
وقال في مداخلة ألقاها أمام مركز «كاونسل أون فورين ريليشنز» للبحوث في نيويورك: «أظهرت طالبان وجهاً أكثر اعتدالاً، أو على الأقل حاولت ذلك، عندما سيطرت على أفغانستان، ثم ظهر وجهها الحقيقي. وكانت النتيجة أنها بقيت معزولة إلى حد كبير» على الصعيد الدولي.