الثامن من ديسمبر من هذا العام، بقيت في هذا اليوم أمام الشاشة أتابع الأخبار العاجلة.

لقد مضت سنوات من العمر، وانشغلنا في أحداث سياسية متعاقبة في العالم.

رأيت شباباً يرقصون في الشوارع مهللين ومكبرين، ونساء يخرجن من السجون وعلامات الدهشة على وجوههن: «ماذا حدث»؟

لقد تغير العالم بأيام قليلة فقط، وكأن العام ينهي أعمالاً كانت عالقة ليستقبل العالم عاماً جديداً بنظام آخر وسياسة جديدة لبقعة أرض عزيزة تُدعى سورية.

الجميع يدعو الناس للعودة آمنين، لجأ الملايين من السوريين في بقاع الأرض بحثاً عن حياة أخرى بعد أن هجروا موطنهم.

عانى السوريون طيلة الأربع عشرة سنة من الشوق والحنين والحرمان والفقر بعيداً عن أرضهم، ومات كثيرون في الأرض والبحر فراراً للأمان.

أتذكر بداية الشرارة في 2011، وأتذكر صديقة قالت لي: «لن يطول الأمر»، ولكن السنة الواحدة كانت تعادل الألف سنة، لم أزر سورية يوماً، وكنت أشعر بخيبة الأمل، فبلاد الشام لها أهمية كبيرة جداً عند المسلمين والعرب.

سورية التاريخ الذي يعشقه العرب، حيث الحضارة والفن والأدب، هي البلد الوحيد الذي يدرس فيها الطب باللغة العربية، بل كل التخصصات كذلك.

يجيد السوريون التجارة وحب الحِرف ووُلد علماء وعباقرة في سورية.

إن رؤية فرحة الناس وسعادتهم العامرة في الشوارع ورقص الأطفال وتهاليل النساء، وتداول صور ومقاطع فيديو لأناس استشهدوا فداء للوطن، ومباركة الحكومات والشعوب للسوريين، لهي دعوة للفرح شعرت بها في هذا اليوم، وختام عام مليء بالأحزان، ودعوات صادقة بأن تليها فلسطين بإذن الله.