على خشبة المسرح، انطلقت مبادرة «فرقة النوير»... والشاهد «سارة».
فقد نظّمت مؤسسة النوير، مساء الإثنين، فعالية في «مسرح الجامعة الأميركية» (AUK) تخللها تقديم عرض مسرحي حمل عنوان «سارة»، وذلك للإعلان عن انطلاق المبادرة الرائدة والفريدة «فرقة النوير»، وهي الفرقة الطلابية الأولى في الكويت الخاصة بالفتيات، والتي تستخدم المسرح كأداة لإثارة الحوار وإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه القيادات الشابة.
الفعالية شهدت حضور رئيس مجلس إدارة المؤسسة الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، وعدد من السفراء والمهتمين بالشأن المسرحي.
«مسرحيات هادفة»
وخلال الفعالية، قالت الشيخة انتصار سالم العلي، إن «30 طالبة مختارات من مؤسسات تعليمية شريكة متعددة سيشكلن أول فرقة طلابية في الكويت، وستبدأ هؤلاء الشابات معاً في جولة لتقديم مسرحيات هادفة عبر المدارس والجامعات في الكويت. ومن خلال المسرح، ستتناول الفرقة القضايا الاجتماعية الحاسمة التي تواجهها الشابات، وتعزيز المناقشات وزيادة الوعي بشأنها».
وتابعت: «(فرقة النوير) تستخدم القوة التحويلية للمسرح لدعم الشابات لمواجهة التحديات والحواجز الشخصية والعاطفية والنفسية والاجتماعية، بما في ذلك قضايا الصحة العامة، والتنمر»، لافتة إلى أنه «تم تصميم المسرحيات لإلهام التغيير وإلهام الحوار المفتوح، وتزويد الطلاب بالمرونة العاطفية ومهارات حل المشكلات».
وأضافت: «هناك ورش عمل لبناء القدرات، 20 ورشة عمل تركز على تعزيز القيادة والمرونة العاطفية ومهارات حل التحديات لدى الشابات المشاركات، كما سيتم تقديم 15 عرضاً مسرحياً هادفاً من قبل (فرقة النوير) لجمهور يبلغ عدده 1500 طالبة من مختلف الجامعات والمدارس».
«مشاركة الجمهور»
بدورها، قالت المدير التنفيذي للتدريب ديما الأنصاري: «فخورة بجميع الفتيات اللاتي فعلاً يرفعن الرأس من الأخلاق والاهتمام والذكاء، فهذا الجيل الجديد بلا شك سيكون جيلاً واعياً ومستعداً للتفاهم والإنسانية، وبإذن الله من خلال الاحتواء الصحيح سيكون لدينا مجتمع راق يفكر بالمرأة كما يفعل مع الرجال، وبالفتيات مثل الشباب، ويحترم بعضه البعض».
وحول «فرقة النوير» قالت: «الفرقة ستقدم عروضاً مسرحية بشكل مختلف، تعتمد على مشاركة الجمهور مع الفتيات في عملية إيجاد حلول لتلك المشاكل، ما يخلق لنا مجتمعاً واعياً أكثر».
«أحلام سارة»
مسرحية «سارة»، أتت بتأليف مشترك بين الطالبات وبإشراف عام من ديما الأنصاري، تطرقت في قصتها إلى الشابة سارة منذ مرحلة طفولتها وصولاً إلى الكبر، حيث تم تسليط الضوء على كل ما حصل معها من أحداث أثّرت عليها بصورة مباشرة، منها عدم تقبل وتفهّم عائلتها لمظهرها، وما الذي تريد القيام به، وإلى الأحلام التي تسعى لتحقيقها، حتى مسألة الوظيفة التي تطمح لها.
كما تناول العمل الصراع الداخلي الذي تعيشه سارة بسبب التنمر المحيط بها، مسلطاً الضوء بذلك على كل ما قد تواجهه المرأة في هذا العصر من الألف إلى الياء، وفي النهاية مُنح الجمهور فرصة المشاركة لإيجاد الحلول المناسبة، ثم تم تطبيقها مباشرة بشكل ارتجالي من الطالبات على خشبة المسرح.
«التغيير العميق»
على هامش الاحتفالية، قالت رئيسة مجلس إدارة شركة «العقارات المتحدة» الشيخة بيبي الصباح، إن «المسرح الهادف يحمل مفتاح التغيير العميق داخل شبابنا، فهو بمثابة أداة تمكين ومحفز للنمو، ومعزز للرفاهية».
كما أكدت على أن «التزام (شركة العقارات المتحدة) بدعم مبادرة (فرقة النوير) مدفوع بإيماننا بالتأثير التحويلي للمسرح الهادف، إذ نشترك مع (النوير) في أهداف عدة للشباب».
«الاعتراف بالإمكانات»
رأى سفير هولندا في الكويت لورينز ويستهوف أن «مبادرة فرقة النوير لا تقتصر على المساواة فحسب، بل تدور حول إطلاق العنان لنطاق كامل من المواهب، وتعزيز المرونة وبناء مجتمع يتم فيه الاعتراف بإمكانات كل فتاة والاحتفاء بها».