جميع من التقيت بهم يدعون الله للشعب السوري أن ينجح في بناء وطنه، ولعل هذا الشعب العظيم يستفيد من تجارب أمم قبله، يتعظ من شعوب لم تنجح في توحيد صفوفها؛ ويستفيد من شعوب نجحت في تعاونها لبناء وطنها، فالتجربة الليبية للأسف مازالت تحتاج إلى عقلاء يبتعدون عن المصلحة ويقدّمون حب الوطن، ومن جهة أخرى يستفيدون من تجربة الكويت التي دمرها الغزو وهجّر كثيراً من أبنائها ثم عاد الجميع متحدين رافضين الفتن وعازمين على بناء وطنهم.
لا شك أن شعار سورية قلب العروبة النابض فيه كثير من الصدق، وقد حاول حكامها السابقون أن يُسقطوا هذا الشعار القديم فكان ولاؤهم لغير العرب ظانين أنهم سوف يستمرون بغير إرادة شعبهم، ولكن الكلمة كانت للشعب السوري وعادت سورية لأهلها ولحضنها العربي.
سوف تمر على سورية اليوم وغداً كثير من الأنواء تحاول أن تُسقط تلك البقعة العربية في براثن الفتن، فإذا كان قادتها اليوم راغبين في حفظ بلدهم بعيداً عن التنازع والخلاف فلا شك أنهم سينجحون في صدّ تلك الهجمات، وأتمنى أن تُبادر دولنا الخليجية، المشهود لها بالاعتدال وصدق النصيحة، تُبادر في التواصل مع قادة سورية اليوم وتمُدُّهم بالدعم والنصيحة، وتقف معهم في التصدي لمن يحاول نشر الفتن وإسقاط الدولة.
دول الخليج، ومعها مصر والأردن، قادرة على دعم سورية ومساعدتها على تخطي هذه المرحلة الحرجة وأتمنى أن يتواصلوا معهم مباشرة، وأظنه قد حصل فعلاً، يتواصلوا ليسمعوا منهم بعيداً عن تقارير الغرب أو تقارير الطابور الخامس الذي لا تُعرف أهدافه.
سورية اليوم على مُفترق طرق، إنها سورية الشام وشعبها المميز الذي هو أحد روافد نهضة أُمة العرب فلا تضيّعوا أيها العرب هذه الفرصة، واللهُ معهم ومعنا جميعاً.