مع الحركة الحكومية الإصلاحية الحالية، ومن ضمنها ضبط الهوية الوطنية، وتتبع مزوري الجنسية، ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه في هذا الملف المهم والحساس، فإنه ومن وجهة نظري ومعايشتي لواقع القطاع الحكومي وخبرتي الطويلة فيه، فإنه يجب عمل حركة إصلاحية مهمة أخرى وضرورية وممنهجة في هذه المرحلة المفصلية للصالح العام، وللمساهمة في دفع عجلة التقدم وتحقيق الطموح التنموي المنشود للدولة وهي بتتبع -وبحزم وصرامة وسرعة وجرأة- من قام بتزوير المنصب، إن جاز التعبير! وجلس على كرسي أكبر منه ومن قدراته الفعلية في تلك الوزارة أو تلك الجهة، وذلك نتيجة ما حصل للأسف في الفترة السابقة، وهي مستمرة في بقاياها في بعض الأماكن إلى الآن، وذلك باستمرار البعض منهم في المناصب ذاتها؛ فقط لأنه جاء بالـ(الباراشوت) الذهبي، أو عن طريق صفقة سياسية ظالمة مع البعض من النواب السابقين، والبعض من المتنفذين أيضاً.

وما حصل في حينها من التراخي الحكومي لمحاولة بائسة لعمل توافق حكومي نيابي وهمي وهش! أشبه بكرة الثلج التي تتدحرج وتكبر لتهدم مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والوظيفية بين أفراد المجتمع، وتحبط الكفاءات، ويصل البعض للمنصب وهو ليس ذا كفاءة أو تدرج حقيقي، وبالتالي (يخبص) في الوظيفة وفي القطاع الذي يرأسه، والتأثير السلبي في النهاية يكون على مصالح البلاد والعباد.

لذلك؛ يجب أن يكون التركيز منصبّاً على مصلحة البلد، وضرب الفساد بكل أشكاله، ومن ضمن الشكل الذي ذكرته، والإصرار المستمر على تحقيق العدالة في هذا الأمر.

والإصلاح الحقيقي يكون بالتعامل الحازم مع التراكمات السلبية المرفوضة، وأن يتم ضخ الكفاءات الحقيقية، والعقليات الواعية، والتي تعبر عن طريق شروط واختبارات وبالشفافية، وذلك لضخها في دم الوزارات والجهات الحكومية، بعيداً عن العوامل المعروفة السابقة والمرتبطة بالمحاصصة والترضيات السياسية، واتصالات التوصية الليلية والنهارية، وذلك كله حتى يتم التعافي بإذن الله من الأمراض المزمنة، والبيروقراطية المزعجة، والأوضاع الإدارية المترهلة؛ فيكون دم القطاع الحكومي نقياً.

فالمهم؛ الاستفادة من كفاءات أبناء الوطن، وهو يظل دائماً أهم من إرضاء ذلك النائب السابق، أو تلك الكتلة السياسية، أو ذاك المتنفذ، ولا عزاء للوطن بعد تلك الفوضى السياسية البائدة، لذلك يجب وضع حلول عملية وعاجلة لكل ملف كبير مزمن، مثل مكافحة الفساد، وعلاج الثغرات التشريعية والقانونية المتربطة بذلك، ورسم رؤية اقتصادية وإصلاح الأسطوانة المشروخة، والمتعلقة بتنويع مصادر الدخل، وغيرها من الملفات العالقة، وإقالة من حصل على المنصب بلا سبب، أو تعب أو كفاح وظيفي! لتبدأ مرحلة جديدة لتقدم البلد ورفعته، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

x@alsadhankw