كتب الشعب السوري فصلاً جديداً من تاريخه، ليكون الثامن من ديسمبر 2024 محطة مفصلية استثنائية أنهت أكثر من نصف قرن من حكم حزب البعث وسقوط نظام الأسد.
وبعد نحو 13 عاماً على اندلاع الثورة السورية، استيقظت العاصمة السورية دمشق على إعلان «البيان رقم 1» إسقاط نظام بشار الأسد، و«تحرير مدينة دمشق» و«إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون»، عقب 12 يوماً من التحرك الذي بدأ في 27 نوفمبر الماضي انطلاقاً من إدلب شمال سورية وصولاً إلى العاصمة دمشق.
وبعد معلومات عن اختفاء طائرته عن شاشات الرادار، أعلنت وسائل إعلام روسية نقلاً عن الكرملين أن الأسد وأفراد عائلته في موسكو وتم منحهم اللجوء لدواع إنسانية.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد «استقال من الرئاسة السورية، وغادر البلاد، مع إعطاء التعليمات بالشروع في عملية انتقال سلمية للسلطة».
ووسط دعوات للحفاظ على وحدة الدولة وتجنب الفوضى، أعلن قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المعروف بأبو محمد الجولاني في بيان بثه التلفزيون الرسمي بعد السيطرة على دمشق أن «المستقبل لنا ولا تراجع وعازمون على مواصلة الطريق الذي بدأناه منذ 2011 برغم كل الصعاب ولن نتوقف عن النضال ونحن ماضون نحو النصر».
وبث التلفزيون الرسمي السوري صورة بخلفية حمراء مكتوب فيها «انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم».
وأكد الجولاني أن المؤسسات العامة ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي حتى يتم تسليمها، بما يعكس بذل جهود تهدف إلى ضمان انتقال منظّم للسلطة.
وكان الجلالي قال في كلمة بثها عبر «فيسبوك»، إنه سيبقى في منزله وسيواصل دعم جهود تصريف شؤون الدولة، داعياً إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة التي وصفها بأنها «ملك للجميع».
وقال الجلالي، الذي عيّنه الأسد في سبتمبر الماضي، إنه «حدث تواصل مع الجولاني في شأن كيفية إدارة الفترة الحالية» وأكد ضرورة أن تشهد سورية انتخابات حرة، مبدياً استعداده لتسليم المؤسسات إلى أي «قيادة» يختارها الشعب.