استعرضت دراسة علمية 17 بحثاً خلصت جميعها إلى أن حرق الأخشاب يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، لافتة في الوقت ذاته، إلى أن «هذا الحرق يُعد من أكبر مصادر جسيمات PM2.5 السامة».

الدراسة التي نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ذكرت أن «حرق الأخشاب والوقود الآخر في المنزل، كان مسؤولاً عن ما يقرب من ثلث جسيمات PM2.5 في عام 2022»، مضيفة أن «هذه الجزيئات صغيرة جداً بحيث لا يمكن تصفيتها بواسطة أنفنا ورئتينا التي يمكنها التعامل مع جزيئات أكبر مثل حبوب اللقاح».

ولفت التقرير إلى أن «الدراسات منذ فترة طويلة أظهرت أن جسيمات PM2.5 يمكن أن تدخل مجرى الدم، حيث تسبب أمراضاً خطيرة مثل أمراض القلب وسرطان الرئة»، لافتاً إلى أن «زيادة التعرض لتلك الجسيمات PM2.5 تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 8 في المئة والوفاة بسبب المرض بنسبة 11 في المئة».

وبيّن التقرير أنه «في العام الماضي، وجدت دراسة أميركية أيضاً أن استخدام موقد حطب داخلي أو مدفأة يزيد من خطر إصابة النساء بسرطان الرئة بنسبة 43 في المئة مقارنة بمن لا يستخدمنه، فيما وجد الباحثون، الذين تتبعوا أكثر من 50 ألف أميركي، أن الأشخاص الذين استخدموا موقد الحطب الخاص بهم لأكثر من 30 يوماً في السنة شهدوا زيادة في خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 68 في المئة».

إلى ذلك، قال المشارك في تأليف الدراسة الباحث في المعهد الوطني الأميركي لعلوم الصحة البيئية الدكتور سوريل ميهتا، «تقدم دراستنا دليلاً على أن حرق الأخشاب داخل المنازل من المواقد والمدافئ من حين لآخر يمكن أن يساهم في الإصابة بسرطان الرئة في المجتمعات التي لا يعد فيها حرق الأخشاب داخل المنازل المصدر الرئيسي للوقود للطهو أو التدفئة داخل المنزل».

وذكر التقرير أنه في أغسطس الماضي، حذّرت رسالة وقّع عليها أكثر من 100 طبيب من أن السموم الناتجة عن حرق الخشب تشكّل (قاتلاً غير مرئي)، فيما حثت الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل الحكومة البريطانية على «التخلص تدريجياً من حرق الخشب في المناطق الحضرية، ومساعدة سكان المناطق الريفية على التحول بعيداً عن الخشب كمصدر أساسي للتدفئة، ودعم أولئك الذين يعانون من فقر الوقود من خلال مساعدة تكاليف الوقود.