قبل سنوات عدة، كانت بعض الشخصيات السياسية أو الإعلامية تذكر أرقاماً فلكية لأعداد مزوّري الجنسية الكويتية، وكنا نظن أن الأمر مجرد مبالغة أو تكهنات أو تصريح بقصد الإثارة ولفت الانتباه، ولكن اليوم نشاهد فعلاً أعداداً كبيرة جداً ممن زوّروا الجنسية الكويتية وحصلوا على حقوق المواطنة بالتزوير والتحايل.

عملية تزوير الجنسية حينما تمت كانت هناك مصلحة متبادلة بين طرفي عملية التزوير، فالمزور أراد الانتفاع من مميزات المواطنة، ومن أعانه على هذا الأمر قبض ثمن خيانته لنفسه ووطنه بلا شك، والآن بعد مرور تلك السنوات بدأت تتكشف قصص وحكايات غريبة بهذا الشأن، ولا أعتقد أن هذا الأمر وبهذا الكم الضخم قد يحدث في أي بلد آخر، نظراً لأن الجنسية الكويتية ليست مجرد وثيقة لإثبات المواطنة فحسب، بقدر طمع أولئك بمنافعها ومزاياها المادية وهذا هو الدافع الحقيقي ولب الموضوع.

لكل أمر ولكل قضية من الطبيعي جداً أن ينقسم الرأي حولها بين مؤيد ومعارض وبنسب متفاوتة، ولكن الجميل فعلاً أننا نشهد عصراً جديداً من تطهير البلد من بعض بؤر ومسببات الفساد الذي كنا نتحدث عنه مراراً ونعاني منه طوال السنين الماضية، سواءً في موضوع تزوير الجنسية أو غيره من الملفات والقضايا الأخرى التي ظلت دون أي حلول تذكر.

تنفيع واختلاسات وتعيينات براشوتية وانتهاكات صارخة، وبكل أسف كانت هناك شخصيات ترعى الفساد بل وتعطي غطاء من الحماية الكاملة للفاسدين، الأمر الذي أفقدنا حتى القدرة على التفاؤل، وظننا معه أننا لن نصحو مجدداً ولن ننهض من جديد، لأن الفساد أرهق الدولة وجعلها غير قادرة على الحراك أو التقدم خطوة واحدة للأمام.

في النهاية... طريق الإصلاح شاق وطويل ومتعب وبحاجة إلى صبر كبير إلى حين قطف ثماره والحصول على نتائجه، فالفساد الذي عشعش لعشرات السنين لا يمكن إصلاحه في بضعة شهور، وبإذن الله ستعود بعدها الأمور إلى نصابها، وسنتمكن من اللحاق بركب الخليج الحضاري، فموقعنا الطبيعي في التميز والريادة التي افتقدناها وسنعود بإذن الله.

وخزة القلم :

تجميل الشوارع المحيطة بمطار الكويت الدولي تم وأنجز في فترة زمنية قصيرة، وهذا الأمر يثبت بأننا قادرون متى أردنا على إضافة لمسات جمالية على كل شوارع الكويت بالطريقة نفسها وفي زمن قياسي، ومنّا إلى بلدية الكويت!

X : @dalshereda