يعتبر معرض الكتاب الدولي للكتاب في الكويت بنسخته السابعة والأربعين أحد أهم المشاريع الثقافية في الكويت والذي شكّل تظاهرة ثقافية مميزة، كون معرض الكويت للكتاب هو الثاني عربياً بعد معرض القاهرة، كما أن معرض الكويت منذ انطلاقه في عام 1975م شكّل إضافة فكرية كبيرة إلى جانب بقية المشاريع الثقافية في الكويت.

وكان الراحل يحيى الربيعان، أول مدير لمعرض الكتاب ثم انني أذكر أنه حلّ العصر الذهبي لمعرض الكتاب عندما شغل منصب مدير المعرض هاشم السبتي، شقيق الشاعر علي السبتي، رحمهما الله، وقتها قال لي هاشم السبتي في عام 1992م إن الكثير من دُور النشر العربية يحرص على المشاركة في معرض الكويت، لأنه الأكثر تنظيماً إضافة إلى أنها تحقق أرباحاً مادية تفوق ما تحققه في بقية معارض الكتب الخليجية والعربية بعد أن يتم تحويل تلك الأرباح من العملة الكويتية إلى العملات العربية المختلفة ليس بسبب حجم الشراء من قبل الأفراد فقط بل يمتد الأمر إلى قيام بعض الوزارات والشركات والمؤسسات بالحرص على شراء كميات كبيرة من الكتب عبر عناوين مختلفة.

وجاء توقيت معرض الكتاب في الكويت بأجواء مناسبة من حيث الطقس حيث الاعتدال في الجو ومن حيث الأنشطة المصاحبة للمعرض من ندوات فكرية وأمسيات شعرية، إضافة إلى المعارض التشكيلية والتي من شأنها توفير بيئة ثقافية وفنية تتناسب مع الاختيارات كافة لزوّار المعرض، خصوصاً أن مكان إقامة معرض الكتاب في أرض المعارض يمتاز بالمساحة الكبيرة وتوافر المواقف للسيارات مجاناً مع توافر كل الخدمات التي قد يحتاجها كل من الزوار والعاملين، ولا ننسى الدور الذي تلعبه وزارتا الداخلية والصحة، وكذلك بلدية الكويت وغيرها من المؤسسات الأخرى.

وكانت هناك تحديات كثيرة تقف أمام معرض الكتاب وهي تتركز على «الرقابة ثم الرقابة ثم الرقابة» والتي كانت لها مآلات كثيرة يكون خلالها وزير الإعلام «يحاتي» ردة فعل الجمهور ووسائل الإعلام المختلفة لأن أعضاء اللجنة لهم آراء عدة، فقد تكون معتدلة هنا وهي لا تتناسب مع قناعات الآخرين ما يتسبّب في إيجاد بيئة متشنجة تؤثر سلباً على متعة معرض الكتاب.

وأذكر قبل عقد من الزمن قام مسؤول مؤسسة ثقافية بمقابلة مسؤولة في وزارة الإعلام مستفسراً عن سبب منع بعض الكتاب صباحاً فشرحت له الأسباب واقتنع بما قالت واتفق معها، لكنه اجتمع مساء مع بعض الأسماء الثقافية الشابة ليعبر عن رفضه للرقابة.

وكل من تجول في معرض الكتاب فإنه وجد عناوين تغطي مجالات المعرفة كافة، مقارنة مع ما عانيناه في السابق من كثرة كتب الطبخ وبعض الكتب التي تناقش ما وراء الطبيعة التي استطاعت أن تحصل على موافقة الرقابة لأن كتب السحر والشعوذة ممنوعة بتاتاً، وتلك تحسب للرقابة التي ثبتت أهميتها لأنها مهمة للحفاظ على قيم وثوابت دولة الكويت.

ولقد أخبرني أحد المثقفين أنه عندما كان شاباً صغيراً يؤيد فكرة إلغاء الرقابة بيد أنه وفي هذا العمر وبعد النضج فإنه يرى أنه لا بد من استمرارها، لأن هناك من الأدباء من يتجاوز الخطوط الحمراء ولأن هناك من يلجأ إلى طرق غير قانونية في التعبير عن وجهة نظره.

همسة:

تحيّة لكل من عمل على استمرار تنظيم معرض الكتاب في الكويت.