بحث مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات، في حلقة نقاش مغلقة بالتعاون مع المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية «مسارات»، سُبل تعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والفاعلين لدعم القضية الفلسطينية.

وتركز النقاش على إمكانيات توسيع شبكة تواصل دولية للمناصرين، بهدف تحقيق تقدم نوعي في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه القضية.

وشارك في الحلقة عدد من الشخصيات الفلسطينية، من بينهم هاني المصري، مدير عام مركز «مسارات»، الذي أكد على أهمية استمرار الحوار مع الفاعلين ومنظمات المجتمع المدني للتأثير الإيجابي على مراكز صنع القرار الدولي.

من جانبه، دعا سعد عبدالهادي، عضو مجلس أمناء مركز مسارات، إلى بناء مؤسسات مجتمعية قوية تعمل باستقلالية وجدية، بينما أشار المهندس علي البغدادي إلى ضرورة استثمار تنامي النفوذ الدولي لتحقيق توازن يخدم القضية الفلسطينية.

وتناول المشاركون أهمية إعادة التفكير في سُبل دعم القضية الفلسطينية بما يتماشى مع المتغيرات الدولية، حيث أكدوا أن التركيز يجب أن ينتقل من هوية الداعمين إلى طبيعة الدعم ذاته، في ظل التراجع الملحوظ لدور بعض الأطراف التقليدية. وأشاروا إلى ضرورة النظر إلى ما وراء حدود المنطقة، خاصة مع تزايد الأصوات المناصرة لفلسطين في أوروبا وأميركا اللاتينية، لضمان تعزيز التواصل مع الجهات الداعمة ضمن إطار القانون الدولي والمبادئ الإنسانية.

وفي ختام اللقاء، أوضح عبدالعزيز العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس، أن المركز يعي تماماً تعقيد الواقع السياسي والدولي المرتبط بدعم القضية الفلسطينية. وأكد أن العمل في هذا السياق ليس مرهوناً بضمان نتائج محددة أو تحقيق إنجازات فورية، وإنما ينبع من التزام ديني وأخلاقي وإنساني يفرض مواصلة الجهود بغض النظر عن التحديات. كما أشار إلى أن هذه الجهود، التي تهدف إلى نصرة فلسطين، يمكن أن تُلهم معالجة قضايا إنسانية أخرى، حيث إن الظلم لا يقتصر على فلسطين وحدها.

وخلص المشاركون إلى توصية بإطلاق شبكة تواصل دولية تضم المناصرين للقضية الفلسطينية من مختلف الدول واللغات والخلفيات الدينية، بهدف إيجاد زخم شعبي ورسمي يسهم في تعزيز العدالة ونشر القضية الفلسطينية على نطاق أوسع.