في زحمة الضجيج السياسي والفوضى التي اعتدنا عليها في الكويت، تأتينا أخبار الإصلاحات الأخيرة وكأنها صفعة على وجوه من تعوّدوا على العبث بالقوانين والتلاعب بالنظام.

إصلاحات لم تُرضِ «خبراء التلاعب»، ولكنها أثلجت صدور المؤدّبين الذين لطالما انتظروا العدالة تُطبّق بلا استثناءات.

يا جماعة الخير، دعونا نكون صريحين: هذا البلد كان يُدار كأنّه حقل تجارب للبعض، ينهشون فيه ما استطاعوا، من دون خوف أو حساب. ولكن اليوم، الوضع تغيّر. الحكومة الجديدة وضعت النقاط على الحروف، وبدأت بتنظيف الساحة من الفساد والمفسدين. وهذا كله لصالحنا كمواطنين بسطاء، حيث لم نعرف سوى احترام القوانين وانتظار حقوقنا في الطابور، حتى لو تأخر الدور لسنوات.

اللي يضحك أن البعض صار يصرخ: «هذه الإجراءات ضدنا!» ضدكم؟ طبعاً ضدكم! أنتم اللي حوّلتوا الدولة إلى سوق مفتوح للتجاوزات. أنتم اللي كنتم «تخيطون وتبيتون» القوانين على مقاس مصالحكم، بينما المواطن الشريف يدفع الثمن.

ألستم مواطنين معنا؟ ألم تكونوا تنادون دوماً بمصلحة الوطن والمواطنين؟ ما زالت مشاكلنا عالقة وما زالت الطرق وعرة وما زالت الأسعار مرتفعة! أم أنها تكون سيئة فقط عندما تكون هناك انتخابات وهذه شعارات دغدغة مشاعر الناخبين؟ المؤدبون إلى اليوم يحبون الكويت وإلى الغد يطالبون بالإصلاح والتعديل دون الالتفات لمصالح خاصة تبنى على أعمدة حاجات البشر.

خذوا مثالاً بسيطاً: حملة تطهير القيادات والإدارات من أمراض اللامبالاة والتهاون والفساد الإداري والمالي، واللي كان يأخذ حقه بـ«اللف والدوران»، أكلها! وهذا أمر كان لا بد أن يحدث. لا أحد يعترض على أن يتحقق العدل، إلا إذا كان مستفيداً من الظلم.

قد تحدث بعض العقبات والأخطاء في التطبيق، لكن يجب أن نعي أن الفساد مستشرٍ منذ سنين ولن يصلح بيوم وليلة، ولكن جميع الخطوات والجدية التي طبقت بها الحكومة قراراتها تسير في طريق الرشاد.

ما يحدث اليوم هو «ثورة المؤدّبين»، ثورة من أجل الحقوق، من أجل العدالة، من أجل أن يسود القانون. المؤدّبون كانوا صامتين لفترة طويلة، ليس ضعفاً، ولكن إيماناً بأن الحق لا بد أن ينتصر في النهاية.

وبكل صراحة، نحن نشكر كل مسؤول شريف شارك في هذه الإصلاحات. لأنهم أعادوا الثقة للمواطن البسيط بأن هذا الوطن لا يزال له أمل. ونقول للمستفيدين السابقين: «ما انتهت اللعبة؟» لا، انتهت لعبتكم أنتم. والأيام المقبلة ستُثبت أن الكويتي المؤدّب هو من سيفوز في النهاية.