في ظل الحرب التدميرية الإسرائيلية على لبنان، لم يكن عابراً أن ملف الانتخابات الرئاسية كان أيضاً محور موقفين بارزين من كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.
فالراعي أطلّ في عظة الأحد على الملف الرئاسي غامزاً من قناة تفرُّدٍ في إدارة التفاوض حول وقف الحرب الذي يتولاه خصوصاً رئيس البرلمان نبيه بري مفوّضاً من «حزب الله».
وقال: «نتطلّع إلى واقعنا المؤلم: حرب بالأسلحة القتّالة، قتْل مدنيّين وأطفال ونساء عزّل، دمار منازل ومؤسّسات لا يقدّر ثمنها، مليون ونصف المليون من النازحين من دون مأوى. وفوق ذلك دولة من دون رئيس منذ سنتين كاملتين، بشكل مقصود ومتعمّد، ومجلس نيابيّ فاقد هيئته التشريعية، كونه أصبح هيئة ناخبة لا تنتخب منذ سنتين، ومجلس وزراء لتصريف الأعمال منذ أكثر من سنتين، وفاقد كامل الصلاحيات ومنقسم على ذاته. لماذا كلّ هذا الخراب على مستوى الشعب والمؤسّسات والدولة؟ مَن يفاوض وقف إطلاق النار، وباسم مَن، ولصالح مَن؟ وهي أولى صلاحيّات رئيس الجمهوريّة المغيّب قصداً. وما لم ينتخب المجلس النيابي رئيساً للجمهوريّة، لن يتمتّع مجلس النواب والحكومة بصلاحيّاتهما، ويبقى كلّ عملهما منقوصاً وغير ميثاقيّ».
أما باسيل فقارب الأزمة الرئاسية من باب ربْط بري و«حزب الله» انتخاب رئيس بوقف النار أولاً، فأكد أن «لا جمهورية من دون رئيس»، داعياً في هذا الإطار إلى أن «تكون المقاومة في خدمة البلد وليس العكس».
وقال «مررنا بمرحلة رفع فيها الثنائي الشيعي عنوان ألا وقف لاطلاق النار في لبنان من دون وقفه بغزة. نحن لم نقتنع ولم نوافق على هذا الأمر (...) وها لبنان طالب بشكل متأخر بوقف النار وإسرائيل ترفض». أضاف: «الثنائي الشيعي وفي المرحلة الثانية التي نمرّ بها يرفع شعار لا انتخاب لرئيس جمهورية في لبنان من دون وقف النار. وعادة عند وضع شرط لوقف النار يكون للضغط على العدو، ولكن على مَن تضعون هذا الشرط؟ على لبنان واللبنانيين».
وتابع «هذا الانتخاب هو لمصلحة لبنان، أتهدّدون به اسرائيل؟ لو كنتم تقولون لإسرائيل إنه يمنع عليها أن تنتخب رئيس بلادها من دون أن توقف عدوانها على لبنان لكنا فهمنا ذلك (...)». ودعا إلى «الكف عن ربط لبنان ومصالحه بأمور خارجة عن إرادته».
وسأل «واذا لم تنته الحرب هل نبقى بلا رئيس للجمهورية»؟