يسود تخوف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من صدور أوامر اعتقال سرية بحق كبار الضباط وقادة الجيش وحتى رئيس الأركان هيرتسي هاليفي.

وبحسب قناة «ريشت كان» العبرية، فإن هذه الأوامر قد تكون صدرت من المحكمة الجنائية الدولية، ولم يتم الإعلان عنها لتبقى سرية، وسيتم تفعيلها في الوقت الذي تقرره محكمة لاهاي.

كما تتخوف إسرائيل من أن تتخذ دول عدة خطوات لحشد حظر إمداد إسرائيل بالسلاح، وقد يلجأ بعضها لتنفيذ ذلك بطريقة غير علنية من خلال وقف تراخيص الأسلحة أو تأخيرها.

وبحسب ما أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقرير عبر موقعها الإلكترونيّ «واينت»، «سيتعيّن على (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو أن يتّخذ قراراً مهماً»، في شأن رد الفعل على قرار المحكمة الجنائية.

وأمام إسرائيل مُهلة حتى الأربعاء المقبل لإبلاغ المحكمة رسمياً، إذا كانت تنوي الردّ،أو «التجاهل».

ولا يمكن الاستئناف ضدّ مذكرتيّ اعتقال نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وإنما يمكن تقدير ردّ، من شأنه أن يساهم في الحدّ من توسيع الإجراءات القضائية التي تتخذها المحكمة.

وأظهر استطلاع للرأي العامّ، أن نحو ثلثي الإسرائيليين، لا يثقون بطريقة إدارة حكومة نتنياهو، للبلاد، في ظلّ الحرب على غزة، وأن أغلبية ساحقة، تؤيّد تشكيل لجنة تحقيق مستقلّة في فشل السابع من أكتوبر 2023.

وبحسب استطلاع نشرت نتائجه القناة 12، فإن 54 في المئة يؤيدون التوصّل لاتفاق ينهي الحرب في لبنان، فيما عارض 24 في المئة فقط ذلك.

دعم المستوطنين

إلى ذلك، ذكر موقع «واينت»، أن الحكومة ستتخذ خطوات جديدة داعمة للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بعد إلغاء وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إصدار مذكرات اعتقال إدارية بحقهم.

ووفقاً للتقديرات، فإن الخطوة المقبلة ستكون تأخير تنفيذ عمليات إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية.

وبحسب الموقع، فإن وزير الاستيطان في وزارة الدفاع، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، سيعمل على تنفيذ هذه الخطوة من خلال لجنة كان شكلها لتكون لديها الصلاحيات للنظر في وضع تلك البؤر التي تصنف أنها غير قانونية ولم يتم الاعتراف بها.

مجازر جديدة

ميدانياً، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، في سلسلة من الغارات الجوية العنيفة بعد منتصف ليل الجمعة - السبت وحتى صباح أمس على قطاع غزة.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن إحدى الغارات استهدفت منزلاً في حي الزيتون وأسفرت عن استشهاد 7 أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، جميعهم من العائلة نفسها، وإصابة 10 آخرين.

وأضاف بصل أن جيش الاحتلال استهدف أيضاً «منزل المواطن علاء أبوسبلة، واستشهد 6 من أفراد العائلة وأصيب 26 آخرون من النازحين في الخيام المجاورة للمنزل».

كذلك، استهدف سلاح الجو «منزل عائلة أبوطاقية في مخيم النصيرات (وسط) واستشهد 4 مواطنين»، وفق بصل الذي أشار إلى «نقل شهيدين شابين في العشرينات من العمر إلى المستشفى إثر اطلاق النار من دبابة إسرائيلية في منطقة المواصي غرب رفح».

وأعلنت وزارة الصحة في بيان، أمس، أن «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 44176 شهيداً و104473 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023».

مقتل رهينة

واعلن الناطق باسم «كتائب القسام»، أبوعبيدة مساء أمس، أن إحدى الرهائن الإسرائيليات قتلت في شمال غزة.وقال أبوعبيدة في تغريدة «بعد عودة الاتصال المنقطع منذ أسابيع مع مجاهدين مكلفين بحماية أسرى للعدو، تبين مقتل إحدى أسيرات العدو في منطقة تتعرض لعدوان صهيوني شمال قطاع غزة».وأضاف «لا يزال الخطر محدقاً بحياة أسيرة أخرى كانت معها».وحمل الناطق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته «المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى».وحذر من أنه «على العدو أن يستعد للتعامل مع معضلة اختفاء جثث أسراه القتلى بسبب التدمير الواسع وبسبب استشهاد بعض الآسرين».

صرخة سيدة من غزة: نريد أن يقتلونا جميعاً لنرتاح من العذاب

وصفت سيدة من غزة حياة سكان القطاع بعد أكثر من 13 شهراً من بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة، بأنها «عذاب».

وقالت أم محمد أبوسبلة (62 عاماً) «كنت في الخيمة بمنطقة المواصي، اتصل بي أحد الأقارب وقال لي: أخوك استشهد هو وأولاده، جئت على الفور وشاهدت الدمار والناس ينتشلون أشلاء من تحت الركام».

ونقلت «فرانس برس» عن أم محمد«حياتنا كلها كدَر. نريد أن يقتلونا جميعاً لنرتاح من العذاب».