من باب عشقه للبحث والدراسة، فتح الشاعر والصحافي والباحث سليم بدوي باب العلاقة بين الرسام، والشاعر، والفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران، والسيدة الأميركية ماري هاسكل، ليتناولها بطريقة لم يتم تناولها من قبل، واضعاً إياها في كتاب صدر عن دار الهالة للإعلام والنشر، وهو متوافر حالياً في معرض الكويت الدولي للكتاب.

يروي الكاتب قصة العلاقة «الخاصة جداً» بين هاسكل وجبران، وهي علاقة، أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها لم تكن عادية بين شخصين تقاربا عاطفياً وفكرياً وروحياً من دون أن يقترنا جسدياً. جمعتهما ضرورات الحياة المادية من دون أن تفرّق بينهما حساسيات البشر الأنانية. التقيا حول معاني الرسم وأعماق الكلمة ورموز الوجود وتشاركا في بناء مشروع حياة خارج الزمان والمكان.

وقد تعاونا على ترجمة حبهما أفعالاً وأقوالاً من خلال لوحات ومؤلفات عبّرت عن تكامل حسي وروحاني بين ذاتيهما «الصغرى والكبرى».

يطرح الكتاب، وبجرأة، السؤال الذي لطالما راود أذهان قرّاء ومحبي أدب جبران، وهو: أيّ دور حاسم لعبته ماري هاسكل، ليس في حياة جبران فحسب، وإنما في مواكبة كتاباته أيضاً وخصوصاً، حتى بلوغها الشهرة العالمية؟!

وأما الجواب عن هذا السؤال الصعب والمعقّد، فقد جاء صادقاً ووفياً لواقع وحقيقة علاقة ماري بجبران، مستنداً إلى حواراتهما ورسائلهما وإلى شهادات من رافقهما على مدى سبع وعشرين عاماً. كما أنه جاء مفاجئاً، في بعض جوانبه، ومخالفاً لكثير من الآراء والانطباعات الشائعة عن جبران.