طالبت الكويت، يوم أمس الجمعة، المجتمع الدولي بإخضاع كافة المنشآت النووية للاحتلال الإسرائيلي لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سفير الكويت لدى النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا السفير طلال الفصام خلال مناقشة مجلس المحافظين بند القدرات النووية للاحتلال الإسرائيلي.

وشدد السفير الفصام على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال التأكيد على ضرورة انضمام الاحتلال الإسرائيلي لمعاهدة عدم الانتشار بشكل فوري وإخضاع جميع مرافقها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال إنه على الرغم من التزام جميع دول منطقة الشرق الأوسط بمعاهدة عدم الانتشار وتطبيق اتفاق الضمانات الشاملة، يستمر تعنت الاحتلال الإسرائيلي في رفض إخضاع جميع مرافقه النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في رفضه أيضا لأي مبادرات أو حتى اتخاذ خطوات جدية في هذا المسار وذلك لتمكين الوكالة من تطبيق الضمانات الشاملة في الشرق الاوسط أو في سبيل إنشاء منطقة خالية من الاسلحه النووية وأسلحة الدمار الشامل فيها.

وأكد مجددا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الجهة المختصة بتطبيق نظام الضمانات الشاملة والمخولة بالتأكد من سلمية البرامج النووية.

وطالب الفصام بإبقاء موضوع «القدرات النووية للاحتلال الإسرائيلي» قيد التداول، مشيرا إلى أنه لا بد أن تركز المناقشات التي تشهدها اجتماعات أجهزة صنع السياسات في الوكالة على أهمية تعزيز قدرة الوكالة على القيام بدورها في التحقق وفي تطبيق نظام الضمانات الشامل بفاعلية واقتدار.

كما تطرق إلى تطورات الأحداث في فلسطين التي تصاعدت بشكل خطير جدا، مشيرا إلى مرور أكثر من عام على بدء قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن الهجمات العسكرية الوحشية على الأشقاء في فلسطين دون مراعاة للقوانين والمواثيق والقرارات الدولية والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث نشهد اليوم اتساعا لرقعة تلك الهجمات لتشمل لبنان مخلفة آثارا مماثلة من قتل للأبرياء ومعاناة إنسانية وتهجير للمدنيين.

وأكد على موقف الكُويت المبدئي والثابت في إدانة المجازر المؤسفة التي ترتكب من قبل قوة الاحتلال الإسرائيلي وما خلفته آثار الدمار من خسائر في الأرواح والممتلكات.

وطالب الفصام في كلمته مجددا المجتمع الدولي بالضغط وبشدة لوقف هذا العدوان الصارخ والمخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية لحماية الأبرياء من الشعبين الفلسطيني واللبناني وللمحافظة على مقدراتهم التي باتت تنتهك علانية أمام مرأى ومسمع دول وشعوب العالم، مؤكدا ضرورة العمل بشكل جاد لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم البشعة.

كما شدد على أن الاستهداف المتعمد لخيام النازحين وقتل الأبرياء وكذلك استهداف العاملين في المجال الإنساني يعد دلالة واضحة على أن هذا الكيان الغاصب لا يكاد يفقه لغة السلام وجرد من مراعاة أبسط القيم الإنسانية.

وتابع: «إن الوقت قد حان لوقف تلك الهجمات العسكرية الممنهجة لإعادة إعمار المناطق المنكوبة وإيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها بصورة عاجلة»، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة أن يضطلع بمسؤوليته لوقف التدمير وقتل الابرياء.

وأوضح الفصام أن الكويت تدعم كافة المساعي الحميدة التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لوقف هذا العدوان والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات.

إلا أنه شدد في ختام كلمته على القول إنه لا بد من إلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ القرارات الدولية واحترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية وتكثيف الجهود بغية وقف عمليات إطلاق النار.