خصص معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته ال47 فعالية عن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي إحدى أبرز الجوائز الداعمة للحوار الثقافي وتبادل المعرفة بين الشعوب.
وأقيمت ندوة خاصة في الرواق الثقافي في المعرض للتعريف بالجائزة التي أسستها دولة قطر وأهدافها في تعزيز التفاهم الدولي من خلال الترجمة كجسر للتواصل بين الثقافات وتم عرض لقاءات مع أبرز الفائزين في الدورات السابقة ولمحات وصور ومقاطع فيديو من جولات القائمين على الجائزة حول العالم.وتحدث خلال الندوة التي أدارها ناصر الهيبة الناطق الرسمي والمستشار الاعلامي للجائزة الدكتورة حنان فياض وعضو الفريق الإعلامي للجائزة الدكتورة امتنان الصمادي.
وبينت الدكتورة الصمادي ان علاقة العرب بالترجمة بدأت تاريخيا منذ العصر الأموي مع خالد بن يزيد بن معاوية الملقب بحكيم آل مروان الذي اهتم بالكيمياء لرغبته الشديدة في تحويل المعادن إلى ذهب وأمر بعض علماء اليونان الذين كانوا في الإسكندرية أن يترجموا له من اليونانية كتب الكيمياء كما أمرهم بترجمة (الأرغانون) وهي مجموعة كتب أرسطو في المنطق.
وقالت ان الترجمة عملية تواصل ثنائية اللغة و«ينبغي الا نغفل أن ممارسة الترجمة فعل إبداعي إذ لا توجد ترجمة جيدة لا تكون في الوقت نفسه فعلا إبداعيا بالإضافة إلى كونها فعلا إدراكيا».
وذكرت ان الترجمة بلغت عصرها الذهبي في عهد المأمون الذي كان يرسل البعثات العلمية لجلب العلوم من مواردها الأصلية في أمهات الكتب وكان يعد العصر الذهبي للترجمة في الإسلام إذ أنشأ (بيت الحكمة) في بغداد للترجمة والبحث فترجمت بعض مؤلفات أفلاطون وأرسطو وبطليموس وغيرهم.
وأفادت أن (بيت الحكمة) أصبح أول جامعة في بغداد وأعظم مكتبة في العالم الاسلامي ترعاها الدولة مؤكدة ضرورة اهتمام الدول بالترجمة لأهميتها وأهمية تقبل ثقافة الآخرين من أجل الازدهار.
واضافت ان الجائزة تحمل شعار (من العربية الى البشرية) ومعيار عملية التحكيم فيها «طبيعة النص» حيث يتم التعامل مع الترجمة على أساس النوع وليس الكم مبينة ان الجائزة تعنى بالعلوم الإنسانية دون الطبيعية كون الأخيرة تستلزم تعدد المصطلحات غير المتفق عليها وتحتاج إلى كادر تحكيم كبير.
بدورها، قالت الدكتورة فياض ان الجائزة بدأت من فكرة وهي «كيف نهضت الأمة العربية» حيث كان للترجمة دور كبير جدا في نهوضها ومن هنا جاءت فكرة الجائزة واصبحت مشروعا على مستوى العالم مشيرة الى انها قائمة على الشفافية والجودة والتنوع مبينة انها تضم مجلس أمناء ولجان تحكيم دولية.
وذكرت ان الجائزة تسعى من خلال فرقها للوصول الى المترجمين في بلدان العالم وتجوب الدول للوصول اليهم وللاعلان عن الجائزة من اجل تحقيق مبدأ الشفافية والعدالة في توزيع النتائج والجوائز.
وبينت ان هناك مترجمين من الكبار السن والبعض لا يعرف عن الجوائز ولا يترجمون من اجلها مؤكدة ان جائزة الشيخ حمد تسعى لاشراكهم في الجائزة وتبذل مجهودا من اجل ان تصل لجميع المترجمين ولا تنتظر ان يصلوا هم لها.
وأفادت أن الجائزة تأسست عام 2015 في قطر وهي جائزة عالمية تهدف إلى تكريم المترجمين ودعم الجهود التي تسهم في بناء جسور التفاهم الثقافي والحضاري بين الشعوب من خلال الترجمة كما تهدف الى تشجيع الترجمة من وإلى اللغة العربية وإبراز أهمية الترجمة واغناء المكتبة العربية.
وعن القيمة المالية للجائزة ذكرت أن قيمتها الإجمالية تصل إلى مليوني دولار أميركي موزعة على الفئات المختلفة.
وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود المعرض لتسليط الضوء على المبادرات الثقافية الرائدة التي تساهم في نشر قيم الحوار والسلام العالمي.
وكان معرض الكويت الدولي ال47 للكتاب انطلق يوم الاربعاء الماضي برعاية سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ويستمر حتى 30 من نوفمبر الجاري.