نظّم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية جلسة حوارية أمس، في كلية العلوم الاجتماعية، تحت عنوان «منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: مسيرة، وإنجاز، وطموحات»، قدّمها الأمين العام الأسبق لدول مجلس التعاون السفير عبدالله بشارة، وأدارها أستاذ العلاقات الدولية عضو مجلس إدارة المركز، الدكتور غانم النجار.

بداية، أكد بشارة أن «العمود الفقري لمسار مجلس التعاون الخليجي، هو الوحدة الاقتصادية»، مشيراً إلى «أن الكويت كانت منذ تأسيس المجلس، حريصة على تحقيق التوافق والترابط الاقتصادي بين الدول الأعضاء، كما كانت الكويت من أكثر الدول تمسّكاً بالتوافق العربي الخليجي في القضايا المشتركة. والأوروبيون كانوا أول مَنْ أدرك أهمية مجلس التعاون في تحقيق الاعتدال».

وشدّد على أن «مجلس التعاون الخليجي يتألف من دول منسجمة، وهو ما يجعل انضمام دول جديدة للتحالف غير مطروح وشبه مستحيل»، مشيراً إلى «صعوبة تحقيق مشروع العملة الخليجية الموحدة».

وقال «دور مجلس التعاون الخليجي على الخريطة العالمية بارز وفعّال، وسيظل كذلك، كما أن هذا الدور في تطور مستمر، ويُقدّم للعالم صورة المسؤول القادر على اتخاذ قرارات مدروسة»، مؤكداً أن دعم الكويت للقضية الفلسطينية راسخ وثابت، ولن يتغير حتى قيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة.

كما أعرب عن مخاوفه من تأثير سياسات الإدارة الأميركية الجديدة على الأمن الخليجي، مشيراً إلى أن «سياسة دونالد ترامب قد لا تختلف كثيراً عن سياسته السابقة خلال ولايته الأولى، التي كان يضع فيها شروطاً على الخليجيين».

كما أشاد بجهود الأمين العام الجاري لمجلس التعاون الخليجي، مثنياً على حماسه وإصراره في قيادة المجلس، ومؤكداً أن «مستقبل دول مجلس التعاون الخليجي، عظيم ومبشِّر».

تجاوز التحديات

من جهته، أوضح الدكتور غانم النجار أن مجلس التعاون الخليجي مر بأزمات عديدة، لكنه استطاع تجاوزها بفضل المصالح المشتركة. كما أشار إلى أن «المجلس اجتاز اختباراً كبيراً أثناء الغزو العراقي للكويت، وهو ما تحقق بتكاتف الجهود المشتركة لحل تلك الأزمة»، مبيناً أن «مجلس التعاون الخليجي قدّم الكثير وتخطى العديد من التحديات الصعبة».

أحداث غزة

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور إبراهيم الهدبان، إن «التوغل الإسرائيلي في المنطقة أدى إلى الاعتداء على دول عربية، مثل سورية والعراق واليمن، إضافة إلى أحداث غزة»، مشدداً أن هذه الأحداث تمثل تحديات جسيمة يجب على المجلس التعامل معها بجدية.

وأضاف أن «هناك تحديات كبيرة تواجه المنطقة، سواء سياسية أو اقتصادية أو أمنية»، داعياً إلى «ضرورة الحفاظ على الوضع الاقتصادي لدول الخليج، خاصة في ظل التغيرات العالمية»، كما شدّد على أهمية تفعيل الاتحاد الخليجي لمواجهة الظروف الراهنة، وتحقيق مزيد من التكامل بين دول المجلس.

تحولات اقتصادية

من جانبه، أشار أستاذ قسم دراسات المعلومات بكلية العلوم الاجتماعية الدكتور حسين الأنصاري، إلى أن العالم يشهد تحولات اقتصادية سريعة، مؤكداً أهمية الاستثمار في التكنولوجيا والبرمجيات والمشاريع المعلوماتية.

وقال «آن الأوان للنظر بجدية إلى الصناعات المعلوماتية بوصفها بديلاً إستراتيجياً يدعم دخل النفط، كما أن هناك توجهاً واضحاً من دول مجلس التعاون نحو الصناعات التقنية، مع الإشارة إلى بعض التجارب الناجحة». ودعا إلى تعزيز البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، واستضافة الشركات العالمية في هذا المجال، من خلال نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى دول الخليج.