أهلاً وسهلاً بقادة دول الخليج في بلدهم الثاني الكويت، والتي تستضيف القمة الخليجية الـ45، وهي مسيرة طويلة من العمل المشترك لصالح شعوب المنطقة وزيادة المحبة والتلاحم، ومن الملاحظ في هذه الأيام أن الجهات والمؤسسات الكويتية المشرفة على القمة الخليجية تعمل كخلية نحل مع تسخير الإمكانات المادية والبشرية كافة لضيوف الكويت وهذا العُرس الخليجي.

لا شك، أنّ دول الخليج تعيش مرحلة في غاية الحساسية والدقة والظروف، في ظل متغيرات داخلية وخارجية، داخلية حيث إن معظم مواطني مجلس التعاون هم من الشباب وبحاجة إلى وظائف وسكن وغيرها من الخدمات، والمشاريع الخليجية المشتركة، لا شك أنّها ستعزّز الاستقرار وتوفر فرص عمل بسبب التكامل بين دول الخليج.

أما المتغيرات الخارجية فلا يزال العدوان الإسرائيلي ماثلاً على قطاع غزة ولبنان، وهو عدوان صارخ، حيث ضرب بالحائط المواثيق الدولية كافة، ولا بد من وضع حد لهذه الجرائم الصهونية، وما يفعله الصهاينة من عدوان على قطاع غزة وسط مجازر وتوحش بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وصمت دولي مخيف ومرعب، أعطى الضوء الأخضر لهم ليقوموا بهذه المجازر.

وقال سمو ولي عهد دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إن الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني «لا يقبلها دين ولا يقرها قانون ولا تتفق مع الفطرة الإنسانية السوية»، مؤكداً أن السلام في منطقة الشرق الأوسط «لن يتحقق ولن ننعم به إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية».

إنّ القمة الخليجية بدولة الكويت تنعقد في ظل العدوان الغاشم على قطاع غزة وما يتعرض الفلسطينيون له من إبادة بربرية بشعة، ولعل دول الخليج من أولى الدول التي دانت هذا العدوان، حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى قمة إسلامية استثنائية في وقت سابق، ودعا البيان الختامي لها لوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، على خلفية الحرب في غزة، ودانَ البيان «العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها» إسرائيل. وكذلك الجهود القطرية والكويتية كانت سبّاقة في دعم قطاع غزة وتيسير الجسر الجوي الإغاثي وما زال مستمراً إلى اليوم.

وأمر في غاية الأهمية وهو التكامل في مشاريع الطاقة بين الخليج، وأسعار النفط ليست ثابتة وإنما متذبذبة وهناك الكثير من الأزمات النفطية التي مرت على دول الخليج، ففي الفترة من عام 1948 وحتى نهاية الستينات كان سعر البرميل 3 دولارات، ثم ارتفع سعر النفط عام 1974 أربع مرات متجاوزاً 12 دولاراً للبرميل، ثم استقرت أسعار النفط العالمية خلال 1974 وحتى 1978 ما بين 12 دولاراً و13 دولاراً. وفي 1986 انهارت الأسعار إلى أقل من 10 دولارات. وعام 1999 صعد سعر البرميل ليصل إلى 25 دولاراً... لذلك التكامل والتعاون يجنبنا الكثير من المشاكل أو يخففها.

لماذا يجب علينا أن نفكر بمصادر بديلة عن النفط؟

لأننا نعيش في عالم يتغيّر بصورة لم يتخيلها العقل البشري.

والسرعة في هذا التغيير لم تتعود عليها المجتمعات الشرقية، وستحل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مكان العديد من البشر في وظائف كثيرة، وحالياً بدأنا نشاهد كيف أن الذكاء الاصطناعي بدء يحل محل العديد من الوظائف مع أنه ما زال في البداية، إذاً، كيف سيكون شكل المستقبل...؟

وهناك وظائف ستختفي ووظائف أخرى ستظهر وستكون من نصيب من يستعد لها جيداً، لذلك لا بد من الاهتمام بالتعليم وتغيير المناهج بما يتماشى مع العالم مع الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية.