أزاح مهرجان الموسيقى الدولي، أول من أمس، الستار على فعاليات دورته الرابعة والعشرين في مركز الشيخ جابر الثقافي، إذ تُقام الدورة الحالية خلال الفترة بين 17 و22 من شهر نوفمبر الجاري، برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وتحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

وشهد حفل الافتتاح، حضور عدد من الضيوف، بينهم الفنان القطري علي عبدالستار والفنان البحريني أحمد الجميري، ولطيفة التونسية، وغيرهم، إلى جانب تكريم «شخصية المهرجان» الفنان محمد البلوشي، عن مجمل مشواره الفني الزاخر، بالإضافة إلى تكريم نخبة من المبدعين في مجالات الغناء والتلحين.

«ملتقى حاضن للمبدعين»

وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار إن المجلس هو ملتقى حاضن لكل فنان ومبدع وموهوب.

وأضاف خلال كلمة الافتتاح أن «هذا المهرجان تأسس في العام 1998، ليخلد التراث الموسيقي الكويتي والعربي، ويحيي ذكرى تاريخ الفن والإرث للأجيال القادمة، ويعيد إحياء الألحان التي خلدها نجوم الفن الكويتي والعربي».

ومضى يقول: «ولأن الموسيقى لغة عالمية، فالمهرجان يُحيي الموسيقى الغربية والأجنبية كذلك، بمشاركة نخبة مِن العازفين العالميين والموسيقيين الموهوبين من أنحاء العالم».

ولفت إلى أن المجلس الوطني يتحدى ذاته في كل عام ليرتقي بكل المهرجانات والأنشطة والفعاليات المقدمة لتساير وتواكب متطلبات الشباب وتغيرات الوقت، وتسارعات الزمن، «مراعين إرثنا الوطني، محافظين على تراثنا الفني، فإننا في المجلس الوطني نولي المحافظة على تراثنا الفني - بجميع تفرعاته- جُلَّ اهتمامنا، بالتعاون مع مختلف المؤسسات والقطاعات من داخل المجلس وخارجه. ونحنُ اليوم نستكمل مسيرة فنية، تحمل كنزاً فنياً وثقافياً نفخرُ به».

وختم بالقول: «حرصنا أن يحمل مهرجان الموسيقى الدوليِ في دورته الرابعة والعشرين، تبادلاً ثقافياً وفنياً بين الشعوب والبلدان من جميع الأقطار الخليجية، والعربية، والغربية».

«تاريخ من العطاء»

في غضون ذلك، توجه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني مساعد الزامل بالشكر أولاً لراعي المهرجان وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، وكذلك الشكر موصول إلى الأمين العام للمجلس الوطني الدكتور محمد الجسار لدعمهما المطلق واهتمامهما المباشر في المتابعة والتوجيه ليكون مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الرابعة والعشرين درراً مميزة في عقد دوراته.

وزاد الزامل «حرصنا منذ الوهلة الأولى على أن تكون المؤسسات الأكاديمية الفنية والثقافية شريكة في التخطيط ممثلة في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وقسم الموسيقى في المعهد التطبيقي، ومركز جابر الأحمد الثقافي، وكذلك نخبة من العاملين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتحملهم المسؤولية ميدانياً لقيادة العمل الثقافي مستقبلاً».

وألمح إلى أن اللجنة العليا للمهرجان اتفقت بالإجماع على اختيار الفنان محمد البلوشي «شخصية المهرجان» لما له من تاريخ فني مفعم بالعطاء على جميع المستويات الفنية محلياً وخليجياً وعربياً.

واسترسل بالقول: «كذلك اختيار الشخصيات المكرمة باعتزاز وتقدير لشخصيات فنية في عالم اللحن، والغناء، والعلم، والبحث، وغيرها ممن توشحت بالعطاء من دولة الكويت والدول الخليجية والعربية، من قطر والبحرين وتونس وجمهورية مصر العربية. كما تشرفنا أن يكون ضيوفنا من أعلام الفن العربي من المحيط إلى الخليج».

وأكد الزامل حرص اللجنة العليا على التنوع الفني، «لتكون ليالينا الفنية كويتية خليجية عربية عالمية، تتوافق مع الأهداف والغايات التي أنشئ من أجلها المهرجان، مردفاً «وتأكيداً منا على الأطر الأكاديمية رأت اللجنة العليا إلى إقامة ندوة فكرية حول الأغنية من العربية إلى العالمية».

«ليلة البلوشي»

إلى ذلك، أحيا كل من الفنانين فيصل السعد وحمد المانع ومساعد البلوشي وفهد السالم، «ليلة الفنان محمد البلوشي» بقيادة المايسترو الدكتور محمد البعيجان، إلى جانب مشاركة الفنان المحتفى به في الغناء خلال الفصل الأخير من الحفل.

في البداية، استهل الفنان فهد السالم وصلته بأغنية «من شكالي حاله» للشاعر القدير بدر بورسلي وألحان البلوشي، والتي تغنّى بها من قبل «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل. بعدها، تألق السالم بأغنية «كثر الله خيرك» التي لحنّها البلوشي وتغنت بها سابقاً المطربة السورية أصالة.

أما الفنان مساعد البلوشي فقدّم 3 أعمال هي «حبيبي عسى ربي»، «سألنا عنك» و«شقاوي»، في حين أطرب الفنان فيصل السعد جمهور مركز جابر الثقافي بأغان مميزة، هي «شالعجب مريت»، «ويلي واه» و«هو يا هو».

كذلك، أبدع الفنان حمد المانع في أدائه لأغنية «يا للأسف»، ليواصل تألقه في أغنية «دار الهوى» فأغنية «جعل السحاب».

ثم أطلّ «شخصية المهرجان» الفنان محمد البلوشي على خشبة المسرح لتزدان ليلة الطرب بدفء إحساسه وصوته الطربي الجميل، ليشدو أولاً بأغنية «كل شيء معقول»، ثم «يا سعود»، ليكون مسك الختام مع أغنية «يا نار شبي» التي أشعلت المدرجات.

«التكريم»

كرّم المهرجان في ليلة الافتتاح جمعاً من المبدعين الكويتيين والخليجيين والعرب، وهم: الدكتور یوسف الرشید والفنانة هناء العشماوي، والموسيقي القطري محمد عبدالله المرزوقي، والمطرب إبراهيم حبیب، والفنانة لطيفة التونسية، بالإضافة إلى تكريم «شخصية المهرجان» الفنان محمد البلوشي.

«تنوّع الأمسيات»

أكد الجسار على تركيز المجلس الوطني للثقافة حتى يكون المهرجان في دورته الحالية مختلفاً، من خلال تنوع أمسياته الموسيقية، والورش الفنية والندوات المصاحبة الممتدة طوال مدة المهرجان، وتكريم كل فنان تركَ بصمة فنية وإرثاً موسيقياً يخلد في الذاكرة.

«الطاقات الكويتية»

ذكر الزامل أن مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الرابعة والعشرين استلهم من الطاقات الفنية الكويتية جهوده ووجوده، «حتى تكون ليلتكم هذه ولياليكم المقبلة أصواتاً، وأنغاماً وألحاناً كويتية وخليجية، بصدى اللحن العربي حتى نُحلّق للعالمية».