تعني كلمة «طنباخية» كرة القدم فقط للتعريف للإخوة العرب غير الخليجيين، وتنطق مع الإقلاب «طمباخية» وقد عرفت أن أصل الكلمة يعود إلى أن كرة القدم يتم تكوير كمية من القماش التي يقوم بصنعها الأولاد وقد يتم وضع الإسفنج أو المطاط أو الصوف أو القطن، وقال لي أحد كبار السن إنهم كانوا يقومون بإضافة حواشي النسيج المخصص لخياطة «البشت» أي العباءة كما يطلق عليها الإخوة في بلاد الشام، ومع تكوير هذا التجمع المزيج تصبح كروية الشكل، ويقول إن الكلمة وصلت إلى الكويت من الزبير، مع هجرتهم إلى الكويت والله أعلم.
تابعت مباراة منتخب الكويت أمام منتخب كوريا الجنوبية ضمن تصفيات كأس العالم والتي انتهت بفوز الفريق الضيف بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لمنتخب الكويت الذي لم يستثمر ميزتي الأرض والجمهور، وظهر منتخب الكويت بصورة سيئة جداً في الشوط الأول، ورغم تحسن مستواه في الشوط الثاني فقد استطاع إحراز هدف جميل إلا أن الأداء العام كان دون مستوى الطموح.
لقد افتقد لاعبو منتخب الكويت الروح القتالية واللعب بحماس والذي كان يحرص عليه مدرب منتخب الكويت السابق محمد إبراهيم، ومساعده ماهر الشمري، حيث كانا معاً يشكلان تركيبة فنية رياضية معينة منحت منتخب الكويت هالة تحفيزية عكست لنا أداء مميزاً مهما كان الفريق المنافس، ومهما كانت نتيجة المباراة كما أنني أتذكر جيداً أن محمد إبراهيم كان لاعباً يلعب بروح قتالية كبيرة جداً تضاهي الروح القتالية للنجم الأرجنتيني السابق دييغو سيميوني!، وهذا ما ينقص لاعبي المنتخب الكويتي بصورة كبيرة بل إن اللاعب خالد محمد إبراهيم، لم يكتسب تلك الصفة من والده البتة وكذلك بقية اللاعبين!
وإذا أردنا أن نذكر منقبة واحدة لمنتخب الكويت فهي أنه لم يخسر المباراة بعدد أهداف كثيرة لتكن فضيحتنا الرياضية كبيرة، وأرجو ألا تكون هناك فضيحة رياضية فنخسر أي مباراة في كأس الخليج بفارق أهداف كثيرة أمام أي منتخب شقيق كي لا تكون فضيحتنا شبيهة بفضيحة منتخب البرازيل عندما خسر في كأس العالم أمام المنتخب الالماني بسبعة أهداف مقابل هدف واحد عام 2014م على أرضه وأمام جمهوره.
لقد آلمني وأنا أشاهد لاعبي منتخب الكويت بهذا الأداء السيئ بل ان بعضهم يفتقر إلى صفة التواضع حيث إن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وانطوان غريزمان، أكثر تواضعاً من هذا البعض.
ولقد استمعت إلى تعليق من قبل نجم الكويت السابق الدكتور طارق الجلاهمة على قناة «بين سبورت» بعد انتهاء المباراة مباشرة، وقال إن مشكلة المنتخب الكويتي لا تكمن في المدرب بل ان المشكلة أعمق كثيراً، وكما يقال «أهل مكة أدرى بشعابها» الأمر الذي يدعو إلى ضرورة وجود مؤتمر مغلق لأهل الرياضة للوقوف عند تفاصيل التفاصيل لعناصر الهبوط الرياضي بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص، والتحدث بأمور رياضية أكثر خصوصية عندها يمكن تشخيص داء الرياضة وتحديد الدواء المناسب الذي حتماً يستغرق سنوات طويلة من العمل الدؤوب.
علينا أن نعترف أولاً بوجود مشاكل، ثم علينا ثانياً أن نبحث عن حلول مناسبة وناجعة لتلك المشاكل شرط أن تكون ملائمة لواقعنا وقدراتنا مالياً وإدارياً وفنياً.
إن النهضة لأي بلد تكون عامة، وكذلك التراجع الرياضي مرتبط بالتراجع التعليمي والصحي والاجتماعي والثقافي بالمفهوم العام للثقافة الذي يشمل عناصر الفن التشكيلي من رسم ونحت وخزف، والأمر يصل إلى المسرح والدراما والأغنية، فنحن في حالة هبوط وتأخر عما كنا عليه في السابق.
علينا ألا نستسلم خصوصاً أن بوادر الإصلاح الشاملة بدأت ورغم الخطوات التصحيحية إلا أننا ما زلنا بانتظار المزيد ونتمنى أن يلامس جذور مشاكل الرياضة الكويتية من الألف إلى الياء، علينا أن نعيد أمجاد الرياضة الكويتية بشكل عام ونعود إلى إنجازات كرة القدم بشكل خاص.
همسة:
الإصلاح نبتة نحصد ثمارها بعد سنوات.