لا يزال لدينا الكثير من التحديات والملفات التي تحتاج علاجاً جذرياً وتطويراً وتحسيناً للعديد من القرارات والتشريعات لدفع مسيرة التنمية بشكل أكبر وأسرع لمواكبة التطور العالمي، سواءً التنموي أو التقني أو الاقتصادي أو في مختلف المجالات التي من المفترض أن تنعكس إيجابياً على الوطن والمواطنين.
ونحن في هذه المرحلة ومع الخطوات المبدئية للإصلاح والذي يحتاج بدوره إلى تعاون الحكومة والمجتمع معاً لتحقيق الغاية المنشودة في تطوير البلد والخدمات وإصلاح ما يمكن إصلاحه وعلاج الملفات العالقة أو المتأخرة إن جاز التعبير عبر الحكومات السابقة، ولذا، يجب مواكبة الأدوات المتطورة في عصرنا الحالي واستخدام التقنية الحديثة ما أمكن، وذلك للاستفادة القصوى في مجال التغيير إلى الأفضل ومحاولة الدخول في التنافس العالمي من أجل التقدم لبلدنا دولة الكويت.
ومن تلك الأدوات والتي حققت ولا تزال تتطور بشكل سريع وهي الذكاء الاصطناعي، وهنا في مقالتي أقترح للحكومة ونحن ندرك محاولتها الاستفادة المتنوعة من تطبيق هذا الذكاء الجديد، ولكن ومع أن عدد الوزراء حالياً 17 وزيراً، إلا أنه يمكن تنظيم الأمر وترتيب التعامل مع هذا التطبيق التقني باعتبار وبشكل افتراضي أن هناك وزيراً رقم 18، وهو وزير غير حقيقي بالمعنى الجسدي والإنساني، ولكنه وزير مهم ويمثل الذكاء الاصطناعي، ويمكن عرض الكثير من الملفات الشائكة والمعقدة عليه، وبالطبع يجب أن يكون هناك فريق دعم تقني من المتخصصين في هذا المجال؛ لمساندة الوزير الافتراضي، بحيث يعطي حلولاً واقتراحات وخططاً معينة، ومن ثم يتم عرضها على مجلس الوزراء لاتخاذ ما يلزم من تصورات من أخينا الوزير هذا، بحيث يكون رأيه علمياً ومبنياً على معطيات وحصيلة خبرات تراكمية وتقنية تفيد بإذن الله تعالى في علاج العديد من المشاكل بعيداً عن تصور غير دقيق أو نقص خبرة ما أو مزاج أو أي عوامل سلبية مؤثرة.
وكل ذلك يصب في مصلحة تنمية الوطن وحمايته وخدمة البلد والمواطنين، ولعل وعسى أن تكون فرصة لإيصال المقترحات العملية والأفكار النوعية وكذلك الكفاءات الوطنية المنسية، وتفعيل الخطط في الأدراج المكتبية والانفراجة للكثير من الحلول النوعية.
فالذكاء الاصطناعي وتحديات الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء وغيرها من أدوات وتقنيات العصر الحديث هي لمساعدة البشرية على التطوير بعيداً عن العقلية التقليدية والتي أكل عليها الدهر وشرب نهراً، بدلاً عن كوب ماء، فالسباق العالمي للتقدم سريع ولا ينتظر أحداً، والذي يواكبه هو الفاهم والمدرك لمتغيرات الأمور وتقلبات العصور، وإن شاء الله نحن متفائلون بالعهد الجديد، والضرب بيد من حديد على كل فاسد.
والمهم بعد التوكل على الله تعالى هو العمل الجاد ضمن خطة مبنية على التقنية الحديثة والعمل بها، والله عزوجل المعين في كل الأحوال.
x@Alsadhankw