قبل أيام انتهت القمة الإسلامية في الرياض بالمملكة العربية السعودية، بإصدار البيان الختامي؛ حيث حذرت من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، وتجديد التصدي للعدوان الصهيوني على كل من لبنان وغزة، وأكد البيان العمل على إنهاء تداعيات «العدوان الإسرائيلي» على المدنيين، ومواصلة التحرك بالتنسيق مع المجتمع الدولي لوضع حد لـ«الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني»، وتعريض إسرائيل السلم والأمن الإقليميين والدوليين للخطر.

كما حذر البيان الختامي من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، ومن توسع رقعة «العدوان» الذي امتد ليشمل لبنان ومن «انتهاك» سيادة العراق وسورية وإيران دونما تدابير حاسمة من الأمم المتحدة «وبتخاذل من الشرعية الدولية».

وشدد القادة والزعماء على ضرورة وقف الحرب في غزة ولبنان خلال كلماتهم في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة، وطالب ولي العهد السعودي/ محمد بن سلمان، في الكلمة الافتتاحية للقمة، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان. كما أدان «الإبادة الجماعية» المرتكبة من قبل إسرائيل في غزة.

ودعا إلى «احترام سيادة لبنان وسورية وإيران والامتناع عن مهاجمة أراضيها».

ورفض أيضاً أي انتقاص من دور السلطة الفلسطينية، مؤكداً مواصلة جهود إقامة «الدولة الفلسطينية المستقلة».

وأضاف: حشدنا للاجتماع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة، والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية.

موقف الكويت

موقف ثابت ومبدئي فى نصرة القضايا الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكان ذلك جلياً خلال كلمة ممثل سمو أمير البلاد، ولي العهد سمو الشيخ/ صباح الخالد نذكر منها:

لا يزال الاحتلال الإسرائيلي جاثماً على صدر الأمتين العربية والإسلامية منذ 1948، ومستشرياً في جسدها نتيجة الانتهاكات الصارخة، ما نشاهده في غزة إبادة جماعية ترتكبها سلطات الاحتلال في حق الفلسطينيين ومنع دخول المساعدات الإنسانية وفرض سياسة التهجير القصري ومحاولة تغيير الوضع التاريخيّ لمدينة القدس أمر يستوجب تكاتف المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات، ها نحن نشاهد اليوم توغل الاعتداءات الإسرائيلية لتطول سيادة الجمهورية اللبنانية مستهدفاً شعبه وكل من يتواجد على أرضه.

بات لزاماً على قمتنا توجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي ومجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياتهم، وإعادة الثقة لدور وفعاليات المجتمع الدولي التي أصبحت اليوم على المحك.

عدم التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره كياناً فوق القانون ولا يسمح له بأن يسوّق على أنه دفاع عن النفس.

تدعو دولة الكويت إلى ضرورة تحقيق مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.

كل التحية والشكر للقادة على هذا الخطاب الرائع والموقف الثابت لإصدار هذا البيان الصريح والواضح والذي يعكس ما يدور في خلد الشعوب العربية والإسلامية.

ولله الحمد، فالأمة العربية والإسلامية دائماً لها رأي مستقل فهي لا تنقاد لقوى أو ضغوط، بل هي تقود وتقف مع الإنسان الذي يتعرض للظلم والقتل والإبادة، وذلك ليس تعدياً على أحد إنما نصرة للمظلوم مَهما كان دينه أو عِرقه.

والبيان الختامي للقمة نشاهد تأثيره على الكيان الصهيوني من خلال ردود الأفعال من بعض مسؤولي هذا الكيان السرطاني.

- ساد عالمنا العربي والإسلامي الكثير من النزاعات والصراعات، تحتم بنا الحاجة إلى «كلمة سَواء» تجمعنا وتكون قاسماً مشتركاً بين الفرقاء وجسراً للتواصل فيما بيننا، وأرضية يمكن الالتقاء عليها لمَا فيه مصلحة الجميع لتحقيق الحد الأدنى من التفاهم والاتفاق.

ولا شك أننا نحتاج إلى هذه «الكلمة» على مختلف الأصعدة، سواء في علاقاتنا بعضنا ببعض، أو علاقاتنا بغيرنا من الأمم والشعوب.

المولى عز وجل، جعل الناس في خلقه متعددين ومختلفين سواءً فى الدين أو اللغة أو العِرق، ولم يخلقنا نُسخاً متطابقة، ولذلك نحن محتاجون إلى «كلمة سواء» نُرمِّم بها ما تهدَّم من جدران مجتمعاتنا وبناء جسور التواصل والمحبة فيما بيننا.

(الصهيوني وبث الفتن)

بث الفتن في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يكون بفعل الصهاينة وأتباعهم، والهدف منها إحداث الفُرقة بين المسلمين، وحينما تنتشر فتنة معينة في المجتمع... فابحث دائماً عن اليهود الصهاينة الذين لهم دور في ذلك؟

مقاومة الاحتلال حق أصيل للشعوب التي تتعرض للعدوان خاصة من هذا الكيان الصهيوني، هؤلاء شرذمة فقدوا الإحساس بالإنسانية، ولقد تبين للعالم أجمع الفظائع الكبيرة التي جرت منذ أكثر من عام وما زالت تجري حتى هذه اللحظة، من عدوان صهيوني دموي مدمر وممنهج، استهدف الإنسان وأسفر عن سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين الأبرياء والمفقودين، إضافة إلى التدمير الهمجي المقصود للبنى والمنشآت التحتية والمستشفيات والخدمات الأساسية والضرورية، ووصل بهم الأمر إلى الحصار ومنع وصول الإمدادات الغذائية للمحاصرين!

ختاماً:

يعتصر الألم والأسى قلوبنا لما نشاهده يومياً من قسوة الآلة العسكرية لهذا الكيان الشيطاني، الذي يحاول بكل السبل كسر وتفتيت عضد المقاومة المشروعة، وإبادة وتهجير المدنيين وهدم المساكن على من فيها.

- الشعوب العربية والإسلامية تطمح بعد هذه القمة الرائعة التي جمعت الرؤساء والقادة، إلى أن تتحقق مساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتقديم الدعم والمساعدة بكل ما أُوتينا من قوة، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لتلك الأسر التي دمرت منازلها، وانتشروا بالمخيمات والعراء مواجهين العدو الصهيوني وتقلبات الأجواء، وكذلك يجب ملاحقة هؤلاء القتلة، ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الأبرياء خاصةً زعيمهم المجرم (النتن).

- دعوة المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك من أجل معاقبة الكيان الصهيوني وإلزامه بالتعويض المادي لأسر الضحايا.

- تكليف الخبراء القانونيين بإعداد الوثائق بشأن الجرائم التي ارتكبها الصهاينة ومقاضاتهم في المحاكم الدولية.

فلسطين تعتبر القضية المركزية الأولى للعالم الإسلامي، والمقاومة مشروعة منذ احتلال فلسطين من هؤلاء القتلة ولا تزال حتى يومنا هذا، فالنصر آت بفضل الله ثم المقاومين بإذن المولى عز وجل، وندعو الله بأن يثبت قلوب الشباب في كل من لبنان وفلسطين، وأن يكتب لهم النصر على الصهاينة أعداء الإنسانية والسلام.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.