في مكالمة مع الزميل وليد الجاسم، رئيس التحرير، لمناقشته حول موضوع ما، تحوّل من بعد إلى استجواب من بوخالد إلى العبد لله الفقير، «شكلك مستانس بالمغرب»؟
أجاوب السيد الرئيس، «أي والله ولله الحمد بلد جميل شعب مِضياف كريم راق، انت من تصنع المسافة والجميع محترم، ويحترمون الخصوصية، تعاملهم رزين ومؤدب، الطقس زين، نعم جميل ومتنوع في هذه المملكة المترامية الأطراف في كل الفصول».
فيقول «بصراحة ياخوي شوقتني من خلال كتاباتك عن المغرب، ودي أزوره».
يمر في ذاكرتي وبسرعة مجموعات وليس مجموعة من الأصدقاء في الكويت، قالوا هذا الكلام نفسه، ولكن لم يجرؤ أحدهم أن يبادر بالزيارة، وهناك من جاء إلى المغرب برفقة العائلة فتورط لسبب، أن السيدة الأولى أحبت المغرب وأصبحت تلح كل صيف إلى قضاء الإجازة فيه، بلد فيه من السكينة الشيء العجيب وبلا مبالغة، وتنوع الأسواق وتعدد ما فيها من سلع لن تجدها حواء إلا في المغرب، وهناك من تعجبه على سبيل المثال المدينة القديمة في مراكش، والتي تشبه حاراتها، (فرجان) الكويت قديماً، بأزقتها وبناء منازلها القديم، حيث التاريخ الذي ترويه جدرانها الأثرية، هناك سر في هواء وأنواء المغرب، تجعلك تدمن هذا البلد الذي فيه العجائب، تطل عليك جبال أطلس وهي ترتدي عمائمها البيضاء، في جو شتوي دخل مبكراً ونسمات باردة لطيفة تمتلئ بالأوكسجين، الذي يبث نسماته في كل ما حولك.
اليوم، تحتفل المملكة المغربية بعيد الاستقلال 18 نوفمبر 1956، حيث حصلت على استقلالها من الحماية الفرنسية والإسبانية، وها هي مملكتنا الشامخة كالعروس في ليلة زفافها من حيث التطور العمراني والثقافي، طرق سريعة حديثة وسكك حديدية يشقها (البراق) أسرع قطار في أفريقيا ما بين الولايات المغربية، بلد يضج بالحياة، وبشعب يعتز بذاته وترابه ويعشق مليكه.
أجدد الدعوة عبر هذه الزاوية لأخي الأستاذ وليد الجاسم، عل وعسى أن يفاجئنا بزيارة للمغرب، الذي أعلم تماماً أنه سيكررها.
ختاماً وبمناسبة عيد الاستقلال نتقدم بأسمى آيات التهنئة إلى المقام السامي لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ورعاه، أعادها الله على جلالته بالخير وموفور الصحة وطول العمر، وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير مولاي الحسن، حفظه الله، وإلى كل الشعب المغربي العزيز.. وبانتظارك يا بوخالد... دمتم بخير.
jaberalhajri8@