كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن «جرائم إعدامات ميدانية وتجويع وتهجير قسري ينفذها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة».

وأفاد في تقرير «وثقنا عشرات جرائم القتل العمد والإعدامات الميدانية الجديدة التي نفذتها قوات الاحتلال ضد عدد كبير من المدنيين في شمال قطاع غزة ضمن عدوانها المتصاعد».

وأضاف أن «الاحتلال يواصل منذ 43 يوماً تنفيذ اقتحامه وهجومه العسكري الثالث ضد شمال القطاع وسكانه مرتكباً فظائع شائنة تشمل قتل المدنيين وترويعهم وطردهم من منازلهم بالقوة وتهجيرهم».

وبحسب البيان «شملت الجرائم الإسرائيلية قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتلهم جماعياً وقتل النازحين في مراكز الإيواء واستهداف التجمعات والمركبات من دون أي مبرر».

وتابع أن «آلاف الفلسطينيين المحاصرين في شمال قطاع غزة يعانون من الجوع والخوف، ومن يُصب منهم يتعذر غالباً نقله للعلاج، ليتوفى عدد كبير منهم ببطء بسبب عدم توفر الرعاية الطبية المنقذة للحياة».

كما وثُق «المرصد»، «وجود عشرات الشهداء تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم ولم تتوفر طواقم طبية أو دفاع مدني لإنقاذهم في ظل منع الاحتلال الفرق الإنسانية في شمال غزة من العمل منذ 25 يوماً».

واعتبر أن «تلكؤ المنظومة الدولية عن اتخاذ قرارات حاسمة تجاه مجازر إسرائيل في قطاع غزة، خصوصاً في شماله يجعلها شريكة في تلك الجرائم، ويمثل ضوءاً أخضر للاحتلال للمضي قدماً في تصعيد جريمة الإبادة الجماعية».

وطالب «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمال غزة ووقف جريمة الإبادة الجماعية وفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل ومساءلتها ومعاقبتها على جرائمها».

ميدانياً، خلف القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ فجر أمس، أكثر من 27 شهيداً وعشرات المصابين والمفقودين.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن 43799 شخصاً على الأقل استشهدوا في الحرب المستمرة منذ أكتوبر العام 2023.

وتشمل الحصيلة 35 شخصاً على الأقل سقطوا خلال الساعات الـ 24 الماضية حتى صباح أمس، وفق الوزارة التي أشارت إلى أن عدد الإصابات بلغ 103601، منذ اندلاع الحرب.

وأعلن جيش الاحتلال في وقت سابق، أمس، أن قواته واصلت «نشاطها العملياتي» في شمال القطاع في جباليا وبيت لاهيا.

وبحسب الجيش فإنه «خلال اليوم الماضي واصلت القوات عملها في منطقة رفح» جنوب القطاع.

عنف المستوطنين

وفي رام الله، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية، أمس، أن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة واستمرار الإبادة في غزة، يرجع إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، إن «العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة يستدعي موقفاً دولياً عاجلاً، وعدم الاكتفاء بسياسات التنديد والاستنكار التي لم تعد تجدي نفعاً، لمنع تدمير المنطقة جراء هذا الإجرام الإسرائيلي».

وأضاف في بيان أن «هذا التمادي الإسرائيلي في الإجرام والإرهاب وتحدي الشرعية الدولية والقانون الدولي سببه الدعم الأميركي المتواصل بالمال والسلاح والغطاء السياسي».

وأمس، أحرق عشرات المستوطنين، 3 مركبات فلسطينية وهاجموا منازل في بلدة بيت فوريك شرق نابلس شمال الضفة.

وقال عارف حنني، رئيس بلدية بيت فوريك، إن المستوطنين هاجموا المنطقة الغربية من بيت فوريك، المعروفة بحي الضباط، وأحرقوا 3 مركبات وغرفة زراعية وهاجموا منازل عدة بالحجارة.

وأوضح أن المستوطنين كانوا مسلحين، وجاؤوا بمركبة من مستوطنة إيتمار، المقامة على أراضي بيت فوريك والبلدات المجاورة.

وقال إن أهالي البلدة تصدوا لهجوم المستوطنين، وطردوهم من أراضي البلدة.

من جهتها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن مصدر أمني، أن 30 إسرائيليا هاجموا قرية بيت فوريك، وأحرقوا مباني وسيارات.

وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة القديمة، ودهمت عدداً من المنازل في حارات الحبلة والشيخ مسلم والسوق الشرقي، واعتقلت الشاب عبدالرحمن السايح، بعد دهم وتفتيش منزل ذويه.

وأضافت أن القوات اقتحمت مخيم العين غرب نابلس، ودهمت منازل وفتشتها.

كما اعتقل الاحتلال 12 فلسطينياً على الأقل، بينهم أسرى سابقون، خلال حملة اقتحامات في محافظات الخليل (جنوب)، ونابلس وسلفيت وجنين وقلقيلية (شمال).

وأشار نادي الأسير الفلسطيني، إلى أن«عدد حالات الاعتقال منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ أكثر من 11 ألفاً و700 في الضفة، بما فيها القدس».

وحسب تقديرات إسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة، بما فيها القدس الشرقية.