أكد رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، عمق العلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع الكويت بالمملكة المتحدة الصديقة، لافتا إلى احتفال الدولتين الصديقتين في هذا العام، بمرور 125 عاماً من العلاقات الدبلوماسية المتينة بينهما، في شتى المجالات.

وأشار اليوسف على هامش احتفال سفارة المملكة المتحدة لدى الكويت بعيد ميلاد الملك تشارلز الثالث، بحضور وزيرة الأشغال الدكتورة نورة المشعان وعدد من الشيوخ ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى البلاد، إلى تدربه شخصياً على أيدي البريطانيين حين التحاقه بالمجال العسكري.

فعاليات مشتركة

من جانبها، أكدت سفيرة المملكة المتحدة لدى البلاد بيليندا لويس، أن العام الجاري شهد عشرات الفعاليات والأنشطة والإنجازات التي تدفع هذه العلاقة المتينة بين بريطانيا والكويت إلى أبعاد أوسع وأشمل.

وأضافت لويس أن هذا العام شهد إدراج تقديم طلبات تأشيرات الزيارة عن طريق الوسائل الرقمية، الأمر الذي سيجعل من زيارة الكويتيين إلى المملكة المتحدة أكثر سهولة.

وقالت إن التعاون العسكري والأمني شهد أيضاً العديد من الإنجازات، منها التمرين المشترك «الدرع الحديدي» بين القوات الكويتية وقوات المملكة المتحدة، لرفع جاهزية الطرفين لمواجهة التحديات في المنطقة.

وأشارت إلى التعاون في مجال الثقافة والفن، من خلال إقامة المعارض والفعاليات المتبادلة، مثل إقامة جدارية في سوق المباركية، بالتشارك بين فنانين من الكويت والمملكة المتحدة، كما تم التشارك في خلط فن السدو التقليدي الكويتي بفنون اسكتلندا، في لندن مايو الماضي.

تبادل تجاري

من جانبه، قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط النائب هاميش فالكونر، إن العلاقات الكويتية - البريطانية تتخطى الـ 125 عاماً وتعود إلى العام 1775، عندما بدأت بحريتا البلدين علاقاتهما التجارية لأول مرة.

وأشار فالكونر إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 6 مليارات جنيه إسترليني سنوياً حالياً، مؤكداً أن هذه العلاقة ستستمر في النمو خصوصاً بعد الانتهاء من اتفاقية التبادل التجاري الحر مع دول مجلس التعاون الخليجي قريباً، والتي ستجلب فوائد كبيرة للشركات والشعوب في بريطانيا ودول الخليج.

وأضاف: «بالرغم من العلاقات الاقتصادية والعسكرية الأمنية الوطيدة بين البلدين، إلا أن ما يجمعنا أكثر من ذلك، فالعلاقات وطيدة أيضاً بين الشعبين، فهناك على سبيل المثال 10 آلاف طالب كويتي يتلقون العلم في أرجاء المملكة المتحدة».

تطوير بريطاني لقدرات خفر السواحل الكويتية

ذكرت السفارة البريطانية، في بيان أمس، أن زيارة الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، إلى الكويت، تعتبر الأولى منذ توليه منصبه في يوليو الماضي.

وبينت السفارة أن فالكونر التقى عدداً من كبار المسؤولين الكويتيين، بينهم نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر، وبحث معه الوضع المثير للقلق في منطقة الشرق الأوسط، وسبل عمل المملكة المتحدة والكويت معاً كشركاء، لمواجهة هذا الوضع، كما تطرقا إلى العديد من الأولويات المشتركة.

وفي معرض حديثه عن مجموعة من الأولويات الثنائية، رحب فالكونر بالصفقة التي جرى توقيعها الشهر الماضي مع شركة «الأنظمة البحرية ـ أس آر تي» البريطانية، لدعم تطوير قدرات خفر السواحل الكويتية، مشيداً بالتعاون الدفاعي والأمني بين البلدين.

كما التقى فالكونر مع العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار، غانم الغنيمان، واجتمع بممثلي المشاريع التجارية البريطانية ذوي النشاط البارز في الكويت، انطلاقًا من التزام المملكة المتحدة بالتطور الاقتصادي. وناقش خطط توطيد الروابط التجارية والاستثمارية الكبيرة بين البلدين، مشيراً إلى اتفاقية الشراكة الاستثمارية الموقعة في أغسطس 2023، والتقدم الإيجابي في المفاوضات في شأن اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي، مبيناً أن إجمالي حجم التجارة بين المملكة المتحدة ودول التعاون تصل إلى 57 مليار جنيه إسترليني.

واختتم الوزير فالكونر زيارته للكويت، بحضور أول حفل استقبال بمناسبة عيد ميلاد الملك، وكان موضوع الاحتفال الزراعة والحِرف التراثية، وهي اهتمامات مشتركة للملك تشارلز الثالث وصاحب السمو أمير الكويت.

نعمل مع الكويت لتخفيف توترات المنطقة

قال فالكونر إن المملكة المتحدة والكويت تتقاسمان علاقات دبلوماسية قديمة وقوية، مشدداً على أنه «إلى جانب اهتمام المملكة المتحدة وتركيزها على ضمان استقرار المنطقة، فإنها تلتزم بالعمل مع الكويت لتخفيف حدة التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتأمين وصول المساعدات دون عوائق إلى غزة».

وذكر بيان للسفارة البريطانية، أن زيارة الوزير فالكونر إلى الكويت تأتي في إطار جولة خليجية أوسع نطاقاً، حيث سيزور السعودية، لبحث أهمية وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، وخفض التصعيد في المنطقة.