بين جمال الطبيعة وبهجة الحياة، تزيّنت جدران الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، بأكثر من 45 لوحة فنية للفنانة الدكتورة هناء الملا، التي دشّنت أمس، معرضها الشخصي الأول، تحت رعاية رئيس مجلس الإدارة لـ «مبرة إبراهيم طاهر البغلي»، الذي شارك أيضاً في قص شريط الافتتاح، إلى جانب رئيس الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان.

وشهد المعرض تنوّعاً في اللوحات، بين التراث والمعاصرة، الطبيعة والجمال، كما لم يخلُ من الأبعاد الإنسانية، والقيم السامية لأهل الكويت، بأفكار ومقاسات متعددة، مستخدمة ألوان أكريليك في جميع اللوحات المعروضة.

وعبّرت الملا لـ «الراي» عن فرحتها بافتتاح معرضها الشخصي الأول، آملة بأن يحوز إعجاب الزوّار والفنانين، مشيرة إلى العمل الدؤوب والتحضيرات المكثفة التي سبقت الافتتاح، و«الحمدلله أنه أبصر النور، وحظي باهتمام الحاضرين».

وأوضحت الملا أن اللوحات المعروضة تطرّقت إلى أكثر من أسلوب فني، مؤكدة أن الممارسة المستمرة تساعد الفنان على تطوير أدواته والارتقاء بمستواه حتى يصل إلى المرحلة المنشودة في الإبداع.

وأضافت «يضم المعرض أكثر 45 لوحة، بمقاسات تتفاوت بين 100 في 100 و120 في 150، وبحسب كلام الحضور، فإن معظم هذه اللوحات تُمثّل شخصيتي، لناحية الألوان المحببة لديّ والأحاسيس المترابطة بيني وبين لوحاتي، إذ هناك مودة مشتركة بيننا. ففي كل لوحة هناك بصمة وتكنيك خاص يميز أعمالي عن بقية الأعمال الأخرى، ولعلّ أقربها بالنسبة إليّ لوحة بعنوان (سر الحياة)».

«صخب الأفكار»

من جهته، تحدّث البغلي قائلاً: «إن ما قدمته الدكتورة هناء الملا في أعمالها الفنية كان عرضاً للعديد من الرؤى، التي ساقتها بمضامين حسيّة متنوعة استخلصتها من صخب الأفكار الإنسانية المفعمة بالأمل والتفاؤل، لبناء وعي يُحاكي انعكاسات الحياة وتلوين هذا الواقع بفلسفة لونية معاصرة متناغمة مع الخيال في تواصل ذهني جذاب».

وأضاف أن «رعايتنا لهذه المعارض الفنية تنطلق من مسؤوليتنا المجتمعية تجاه أفراد ومؤسسات المجتمع المدني، وتعزيز دورهم في مفهوم الشراكة المجتمعية والتنمية الشاملة، كما أن الدكتورة الملا تعتبر من الكفاءات الفنية الكويتية الشابة، التي تسعى إلى تعزيز القضايا الاجتماعية بشكل عام وقضايا كبار السن بشكل خاص».

«شاعرة القيم اللونية»

بدوره، وصف رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبدالرسول سلمان الفنانة هناء بأنها «شاعرة القيم اللونية».

وألمح إلى أن العديد من العناصر استوحتها الملا من الواقع تارة، ومن الخيال طوراً، «تاركة لريشتها حرية التحرّر من القواعد، لتتنقل إلى رؤية مطلقة مفعمة بحس الإبداع، فتخرج من الوجدان لترقص مع اللون على موسيقى اللوحة المسكونة بالحياة».