يقول الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم:

( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فالرحمة والنور على حكيم العرب صاحب القلب الرحوم (الشاعر الفحل) الذي وقف بأمنة النفس وصدق المقصد ودون رياء على احتياجات ومواجع شعبه فقضاها وأرخى عليهم بفضل الله سبحانه وتعالى بالمد والجود والسخاء والعطاء الكريم، حتى كفّى ووفّى وباتت كلمة قالها سمو الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، قولاً مشهوراً ومثلاً يُحتذى به، والله لا أنسى يوم قال مستنكراً وبكل حزم وقوة: (إماراتي يسكن في بلده بالإيجار).

هكذا هم ولاة أمورنا بحمد الله وفضله يتواصلون مع الرعية بالخير والعون والرحمة، وهذا هو الراحل إلى رحاب الله سمو الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه الذي تخطى عطاؤه وجوده الإمارات، ولم يختصر ذلك على الشعب الإماراتي بل تخطى الحدود الجغرافية ليصل إلى أبعد وأبعد فتنعّم أشقاؤنا العرب وأصدقاؤنا وعمّ الخير والكرم الإماراتي. فكان نجم سمو الشيخ زايد ساطعاً في معظم الوطن العربي حتى قيل إنه تغلّب على حاتم الطائي، واستمرت الإمارات على نهج مؤسسها الراحل إلى يومنا هذا، كيف لا وهو الذي ترك بعد الخلف الصالح من الأبناء الذين ورثوا منه الأثر الطيب وساروا على نهجه.

واليوم تتشرف الكويت ويسعد الكويتيون بالفارس المقاتل الذي لا ولن أنسى موقفه البطولي وهو على رأس المقاتلين الإماراتيين في الميدان، الذين جاءوا جحافل مقاتلين الباطل من أجل تحرير الكويت من نير الاحتلال والغزو.

نعم سمو الشيخ محمد بن زايد، كان على رأس المقاتلين في الميدان حتى دخلوا الكويت ورفعوا عَلمها معلنين تحرير الكويت يوم 26 فبراير 1991، فأهلاً وسهلاً بك سيدي في بلدك الكويت التي نوّرت بقدوم سموكم، وألف مرحباً يا خير من زارنا والإمارات حُكاماً وشعباً على وجه التحديد ركيزة المحبة والتآخي لأبناء مجلس التعاون الخليجي العربي، حكاماً وشعباً مرتبطين معهم بالعِرق والدم والنسب، سائلاً المولى عز وجل أن يوفق ولاة أمورنا إلى ما يحب ويرضى وأن يرزقهم الصحة والعافية والبطانة الصالحة ويبعد عنهم وعنا كل سوء ومكروه، اللهم آمين.