تحية إلى معالي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع، وإلى فريق عمله من ضباط وأفراد وفنيين في تخصصات أمنية مختلفة، وذلك للدور الذي يقومون به من أجل الحفاظ على أمن المواطنين وضيوف الكويت الذين يشاركوننا بالتشييد والارتقاء والعيش في هذا البلد الكريم.

إن وجود وزارة الداخلية مهم جداً في حياتنا جميعاً، ودون المنظومة الأمنية والجهود المبذولة فإن الحياة تصبح دون أمن ونظام، وتسودها شريعة الغاب.

إن ما دفعني لكتابة تلك المقالة عن وزارة الداخلية هو ما قرأته قبل أيام مفاده أن رجال وزارة الداخلية لم يتأخروا في إيقاف بعض رجال الأمن ومعهم آخرين لأنهم قاموا بتلفيق تهمة حيازة مواد مخدرة لمقيم بريء، إضافة إلى تزوير محضر الضبط، فلم تتردد المنظومة الأمنية في كشف الحقيقة وتبرئة المقيم، إلا أن رجال الأمن قاموا بتحقيق العدالة وتم ضبط المتهمين، وإن كان من بينهم بعض منتسبي وزارة الداخلية الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، لأن السواد الأعظم من رجال الداخلية في قمة الرقي والتحضر والأمانة والإخلاص في أداء العمل، وكل من يعيش على تلك الأرض الطيبة لا بد وأن شاهد عن قرب أو سمع عن مناقب وزارة الداخلية ورجالها الأوفياء.

ولا يسعني إلا تقديم الشكر الجزيل إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع بقية الإدارات لكشف الحقيقة تمهيداً إلى تحويلها إلى القضاء الشامخ في الكويت.

وأثني على تصريح وزير الداخلية بأنه لا أحد فوق القانون، وأن مهمة رجل الأمن الأساسية هي حفظ الأمن والكشف عن الحقيقة وإعطاء كل ذي حق حقه.

لقد فرحت كثيرا بأنه لم يتم التواطؤ من قبل زملاء بعض زمرة الفاسدين من رجال الداخلية التي يقود تنظيفها معالي الوزير وفريق عمله من ذوي الكفاءات، ولا أريد أن أستذكر الملفات القديمة لكننا أمام واقع أمني يدفعنا إلى الشعور بالرضا وبالراحة النفسية التامة، ونأمل أن تستمر المنظومة الأمنية في فرض الأمن والجنوح نحو تقديم العدالة التي تعتبر ضمن الأولويات لتقوية متانة المجتمع.

بالطبع، لا مفر من وجود الفساد، ولكن محاربته بشتى الوسائل سيبقى ديدن معالي وزير الداخلية وفريق عمله الدؤوب، وما حدث كافٍ لردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد، وبث الرعب في قلوب الضعفاء؛ اعتقاداً منهم أنهم قادرون على النجاة بتصرفاتهم التي تبث الخوف والهلع لدى رجل الشارع البسيط من مواطن ومقيم.

إن الفساد ليس في الكويت فقط، بل في الكثير من دول العالم، حتى في الدول المتقدمة أمنياً، فالصراع بين الخير والشر عملية أزلية منذ القدم.

ولنا في الخليفة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه أسوة حسنة، وهو يقول «ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه»، وتلك القاعدة تعمل على ترسيخ وتأصيل مبدأ العدل الذي به تحيا الأمة.

ولم يأت هذا التوجه إلا بما دعا إليه -في أكثر من مناسبة- قائد المسيرة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين، الشيخ صباح الخالد الصباح، حفظه الله، وبتوجيه للوزراء من قبل سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله الصباح.

ولقد أعلن معالي وزير الداخلية أن سمو أمير البلاد قام بتوجيهه ليجوب محافظات الكويت كافة، والوقوف عند احتياجات المواطنين، وكل من لديه شكوى أو يشعر بأنه تعرض للظلم ما عليه إلا أن يقوم بإرسالها إلى معالي الوزير بشكل مباشر دون الحاجة إلى الكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر رائع يدعو للفخر، كون معالي الشيخ فهد اليوسف الصباح، أول وزير داخلية في الكويت يتلقى الشكاوى بشكل مباشر، كما أنها الطريقة المثلى للاستفادة من تطويع التقنيات الحديثة في إحقاق الحق في المجتمع.

وهناك شكاوى تتكرر في المجتمع مثل «التقحيص» من قبل بعض الشباب في الدوّارات بالشوارع الرئيسية في المناطق السكنية، وبعضها ملأت وسائل التواصل الاجتماعي، وكم أتمنى أن يتم تغليظ العقوبة على من يقوم بذلك.

همسة:

علينا التعاون مع وزارة الداخلية باتباع تعليماتها؛ لتحقيق أمن المجتمع.