واجه المستشار الألماني أولاف شولتس تحدياً من منافسيه المحافظين الذين دعوا إلى طرح الثقة بحكومته أمام البرلمان الأسبوع المقبل، لتسريع إجراء انتخابات مبكرة بعد انهيار الائتلاف الحكومي، الأربعاء.
وقال زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي فريدريش ميرتس، إن التحالف بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتس، وحزب الديموقراطيين الأحرار (ليبرالي)، وحزب الخضر «فشل»، و«لا يوجد أي سبب لطرح مسألة الثقة بالحكومة في يناير»، كما يرغب شولتس.
وأتى هذا الزلزال السياسي في أسوأ وقت ممكن لألمانيا، إذ إنّ القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا تعاني حالياً أزمة صناعية خطيرة وتشعر بالقلق بسبب فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وما لهذا الفوز من تداعيات على تجارتها وأمنها.
وقال ميرتس «ببساطة لا نستطيع أن نتحمل أن تكون لدينا حكومة من دون غالبية لأشهر».
وأثّر انهيار الائتلاف الثلاثي الحاكم منذ نهاية العام 2021 في برلين، على جدول أعمال شولتس. ومع ذلك، سافر إلى بودابست أمس، للقاء قادة أوروبيين.
جدل بسبب الميزانية
وانهار الائتلاف الحكومي الهش إثر إقالة شولتس، وزير المال وزعيم حزب الديموقراطيين الأحرار كريستيان ليندنر مساء الأربعاء.
وسيستبدل شولتس ليندنر بأحد مستشاريه المقربين، وهو يورغ كوكيز الخبير في قضايا الاقتصاد.
وانسحب بقية وزراء الحزب الليبرالي من الحكومة إثر إقالة ليندنر باستثناء وزير النقل فولكر فيسينغ الذي أعلن أنه سيبقى في الحكومة متخلياً عن حزبه الذي لا يتفق معه.
وأتت الإقالة إثر خلافات عميقة بين الاشتراكيين الديمقراطيين بزعامة شولتس والليبراليين بزعامة ليندنر حول الميزانية والسياسة الاقتصادية التي يجب اتباعها، حيث يؤيد الأول إنعاش الاقتصاد المتعثر من خلال الإنفاق، بينما يدعو الليبراليون إلى خفض الانفاق الاجتماعي وضبط الميزانية بشكل صارم.
ومساء الأربعاء، أعلن شولتس أنّه أقال وليندنر لأنّه «خان ثقتي مراراً... العمل الحكومي الجدي غير ممكن في ظل ظروف كهذه»، مندداً بسلوك «أناني».
من جهته، اتهم ليندنر، شولتس بأنه يجر البلاد «إلى مرحلة من عدم اليقين» من خلال دفع «التحالف إلى انهيار مدروس».
وبات شولتس يترأس حالياً حكومة أقلية ويأمل في تمرير بعض التشريعات التي تعتبر ذات أولوية من خلال الحصول على غالبية على أساس كل حالة على حدة.
ومن النادر جداً أن ينهار تحالف في ألمانيا، لكن أضعفت خلافات حول الاقتصاد والهجرة ومشاجات شخصية الائتلاف الحكومي على مدى أشهر.
وعنونت مجلة «دير شبيغل» أمس، «لحسن الحظ انتهى الأمر»، ملخّصة الشعور الجماعي.
وأمل شولتس في أن يؤدي انتخاب ترامب المؤيد لسياسات الحمائية والمواجهات الدبلوماسية، رئيساً، إلى إرغام ائتلافه على توحيد صفوفه، لكن حدث عكس ذلك.