أثبتت الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أن ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، ومانشستر سيتي الإنكليزي، أنهما في أزمة حقيقية، بعد تعرّضهما لخسارة ثانية توالياً، الأول أمام ضيفه ميلان الإيطالي 1-3، والثاني على يد مضيفه سبورتينغ لشبونة البرتغالي 1-4.

وبعد 6 أشهر فقط من احرازه اللقب القاري، يجد «ريال» نفسه في أزمة بعدما ظهرت نقاط ضعفه فاستغلها ميلان وسجّل ثلاثية عبر الألماني ماليك تياو (12)، الإسباني ألفارو موراتا (39) والهولندي تيجاني رايندرز (73)، فيما ردّ «ريال» بواسطة البرازيلي فينيسوس جونيور من ركلة جزاء (23).

لقد مضى 15 عاماً منذ أن تلقّى ريال مدريد خسارتين متتاليتين في معقله ملعب «سانتياغو برنابيو»، مع استقبال 3 أهداف أو أكثر عام 2009، حين تعرّض لخسارة ساحقة أمام برشلونة 2-6، ثم سقوط ثانٍ أمام مايوركا 1-3.

ويعيش الفريق الإسباني سيناريو مشابهاً، بعد خسارته الـ «كلاسيكو» أمام غريمه النادي الكاتالوني 0-4 في الدوري، ثم سقوطه مجدّداً أمام الفريق اللومبادري.

وظهرت المشكلات في التوازن والإبداع والكفاءة والدفاع في جانبي الملعب، ما أغرق نادي العاصمة في حالة من الكآبة.

ويبدو مدرب «ريال»، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، عاجزاً عن إيجاد الحلول لإعادة فريقه إلى المسار الصحيح.

وقال: «على اللاعبين أن يتقدّموا خطوة للأمام، وعليّ أن أفعل ذلك معهم».

وأضاف: «لا أستطيع أن أقول إن اللاعبين كسالى، لكننا لسنا قادرين على العمل معا بكفاءة. لا يمكننا الاستمرار بهذا المستوى الدفاعي».

وتلقّى «ريال» 9 أهداف في آخر 3 مباريات، وجميعها على أرضه، ما يعكس مخاوف أنشيلوتي.

ومع إصابة القائد داني كارفاخال، شغل لوكاس فاسكيز مركز الظهير الأيمن، ما أضعف الدفاع. كما أن البرازيلي إيدر ميليتاو لا يبدو في لياقة كاملة، والظهير الأيسر الفرنسي فيرلان مندي ليس بمستواه، فيما يعاني مواطنه لاعب الارتكاز أوريليان تشواميني.

وعلى صعيد المراكز أيضاً، لم يجد أنشيلوتي مكاناً بعد للإنكليزي جود بيلينغهام، كما أن الفرنسي كيليان مبابي يلعب في قلب الهجوم، في حين أنه يفضّل الجناح الأيسر، هو المركز الذي يبدع فيه فينيسيوس.

وبالنسبة إلى «سيتي»، فقد تعهّد مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، بحلّ مشكلات فريقه بعدما تلقّى خسارته الثالثة توالياً في المسابقات كافة، إثر خروجه من كأس الرابطة على يد توتنهام 1-2، وخسارته أمام بورنموث بالنتيجة عينها في الدوري.

وبعدما افتتح «سيتي» التسجيل مبكراً عبر فيل فودن (4)، توهّج السويدي فيكتور غيوكيريش وسجّل «هاتريك» (38 و49 و80 من ركلتي جزاء)، رافعاً رصيده إلى 53 هدفاً في 52 مباراة خاضها عام 2024، مع ناديه ومنتخب بلاده، فيما أكمل الرباعية الأوروغوياني ماكسيميليانو أروخو (46).

وتُعد الخسارة أمام سبورتينغ الأثقل لـ «سيتي» منذ عام 2020، وهي المرة الثانية فقط في عهد غوارديولا يتلقّى فيها الفريق 3 خسارات متتالية في موسم واحد.

وتأتي أزمة «سيتي» وسط موجة إصابات طالت لاعبين رئيسيين مثل الإسباني رودري، البرتغالي روبن دياز، جون ستونز، جاك غريليش والبلجيكي كيفين دي بروين الذي شارك كبديل (85).

وقال غوارديولا: «نعاني للتسجيل. نصنع الفرص ونتلقّى الأهداف عندما لا يقدّم الخصوم الكثير».

وأضاف: «عندما تلعب الكثير من المباريات لا يمكنك الاعتماد على نفس التشكيل ونفس الدفاع. لدينا هذه المشكلات منذ اليوم الأول، ولكن هذا هو الحال».

وتابع غوارديولا: «هذه هي كرة القدم. ربما ما اختبرناه في الماضي كان استثناء. أحيانا يمكن أن تخسر. الآن هو الوقت الصعب من حيث النتائج، لكنني أريد أن أكون هنا. أريد القتال وعدم الاستسلام».

وفي الطرف المقابل، أحسن المدرب روبن أموريم وداع فريقه الحالي سبورتينغ، ودخل قلوب مشجعي الجار اللدود لبطل إنكلترا، مانشستر يونايتد، بعد الرباعية في مرمى الغريم «سيتي» وقبل أيام قليلة على تسلمه الدفة التدريبية لـ «الشاطين الحمر» اعتباراً من 11 نوفمبر الجاري خلفاً للمدرب الهولندي إريك تن هاغ المُقال من منصبه.