أجمع المشاركون في مؤتمر «حملة إحياء اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في النزاعات العسكرية (الذي يصادف السادس من نوفمبر من كل عام)» والذي عقد أمس برعاية الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت المهندس أحمد العيدان، أجمعوا على ضرورة تجنيب البيئة تداعيات الحروب والنزاعات المسلحة، لافتين إلى أنها «تتسبب في التغيرات المناخية وزيادة نسبة الانبعاثات».
وقالت رئيسة الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور وجدان العقاب «نجد للأسف أن خارطة الوطن العربي هي الأكثر تشوهاً بتلك الحروب والنزاعات، ما أثقل البيئة العربية بالمشاكل المستعصية الممتدة على مدى أجيال، والتي تحتاج حتماً لجهود عملاقة لتعافيها وإعادة تأهيلها».
وشددت على أن«التعمد في اعتبار البيئة أداة للحرب حتما يتسبب في تهديد الأمن المائي والغذائي، ويساهم في تفشي الأمراض، ويعطل الجهود المبذولة في مكافحة التغير المناخي، وتدهور البيئات وفقدان التنوع الاحيائي، والمعاناة من التلوث في كل من البر والبحر والهواء»، لافتة إلى أن«استقبال عدد كبير من اللاجئين وإيواءهم في دول عربية صغيرة يؤدي الى تداعيات جسيمة من الناحية الاجتماعية، والاقتصادية والبيئية والديموغرافية والضغط على الموارد الطبيعية».
بدوره، أكد المستشار في السفارة الأذربيجانية ميرادود سلطانوف أن «النزاعات المسلحة هي أحد العوامل التي تساهم في تعميق التغيرات المناخية، ولها تأثير سلبي على الجهود الجماعية التي يبذلها المجتمع الدولي»، معتبراً أن«الصراعات التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم تؤدي إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو العامل المحرك الرئيسي للاحتباس الحراري، وإلى تدمير النظم البيئية، الغابات، وتلوث المسطحات المائية والتي تلعب دوراً مهما في مكافحة تغير المناخ».
وشدد على أن «الصراعات تخلق صعوبات في مكافحة تغير المناخ»، مضيفاً «نحن واثقون بأن الإنسانية قادرة على التغلب على المشاكل السياسية والتكاتف في ما بيننا، وهذه هي الرسالة الأساسية لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين».
بدورها، قالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم بدولة الكويت الدكتورة غادة الطاهرة،إن «تدمير البيئة من خلال المقذوفات والقنابل والأسلحة هي أفعال كارثية تقوم بها البشرية بشكل غير مسؤول فى اطار صراعاتها الذاتية العنيفة التي تنتهجها من حين لآخر»، لافتة إلى أن «لهذه الأفعال تأثيرات طويلة المدى ليس فقط على حياتنا الحالية بل تمتد أيضا عبر الزمن لتؤثر على الأجيال القادمة».
سميرة الكندري: الكويت تعاني من التلوث الناتج عن الغزو
أكدت مديرة الهيئة العامة للبيئة بالوكالة سميرة الكندري «أهمية اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات والذي تم اختياره ليصادف السادس من نوفمبر من كل عام»، لافتة إلى «الدمار الذي تعرضت له البيئة الكويتية بعد الغزو العراقي الغاشم».
وبيّنت أن «ثمة مشاريع لتأهيل البيئة الكويتية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركة نفط الكويت والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لتأهيل المحميات»، مضيفة أن «الكويت مازالت تعاني من التلوث الناتج عن آثار الغزو العراقي الغاشم وتقوم بمعالجته».
وتابعت: «نجدد في هذا اليوم التأكيد على عدم استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية».