فيما شدد على متانة علاقات بلاده مع الكويت، ومرور 63 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما، أعرب سفير اليابان لدى البلاد، مورينو ياسوناري، عن تطلع طوكيو إلى تعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى اتفاق الجانبين على استئناف المفاوضات في شأن اتفاقية التجارة الحرة بينهما، وكذلك من أجل عقد اجتماعات وزراء خارجية اليابان ومجلس التعاون بشكل منتظم.

وأشاد السفير الياباني، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته أول من أمس، بالمبادرات الكويتية لتعلم اللغة والثقافة اليابانية، وذكر أن البلدين يتمتعان بعلاقات صداقة عميقة وممتدة، ويعملان باستمرار على تعزيزها وتطويرها.

دعم سخي

وأشار إلى أن بلاده تقدر بصدق، الدعم السخي الذي قدمته الكويت لها، عندما عانت اليابان من الدمار الناجم عن الزلزال الكبير والتسونامي في 2011، مشيراً إلى أن تجارة النفط تشكل حجر الزاوية في العلاقات الثنائية، إذ استوردت طوكيو النفط من الكويت حتى قبل بدء إقامة العلاقات الدبلوماسية في 1958.

وقال ياسوناري، إن علاقات البلدين قابلة لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات، لاسيما في مجال النفط، حيث تنظم مؤسسة البترول الكويتية ونظيرتها اليابانية ندوة سنوية مشتركة، حول تقنيات الطاقة المستدامة.

وقال إن اليابان والكويت تتمتعان بإمكانات كبيرة لتصبحا شريكين في توفير حلول للمشاكل الدولية، مضيفاً بأن في إمكان البلدين، العمل أيضاً على حماية البيئة، حيث تمتلك الشركات اليابانية تقنيات لإعادة تدوير مختلف المواد وتوليد الطاقة من حرق القمامة، ويمكن تطبيق مثل هذه التقنيات في الكويت.

سنوات مثمرة

وذكر ياسوناري إنه سيغادر الكويت يوم 19 الجاري، لاستلام مهام عمله الجديد سفيراً لبلاده في السعودية، موضحا أن السفير الجديد، موكاي كينشيرو، سيصل إلى الكويت بعد مغادرته.

وقال إن السنوات الثلاث الماضية التي قضاها سفيراً لبلاده في الكويت، كانت مثمرة جداً، وانه سيفتقد أصدقاءه الكويتيين «الذين غمروني بدفء كرمهم، وسيبقون في ذاكرتي وقلبي إلى الأبد»، مشيدا بمستوى الصداقة الكويتية اليابانية، على المستويين الحكومي والشعب.

وأعرب عن فخره بما أنجزه خلال السنوات الثلاث الماضية، من تطور في علاقات البلدين، وتعريف الشعب الكويتي بما تزخر به بلاده من ثقافات ومقومات سياحية، لافتا إلى أن القسم القنصلي في السفارة يصدر نحو 500 تأشيرة للكويتيين شهرياً.

مجلس التعاون

وقال ياسوناري إن اليابان ترغب في تعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتتطلع إلى قمة المجلس التي ستستضيفها الكويت في ديسمبر المقبل، مضيفاً ان اليابان ومجلس التعاون اتفقا على استئناف المفاوضات في شأن اتفاقية التجارة الحرة بينهما، وأيضاً على عقد اجتماعات وزراء الخارجية بشكل منتظم، مشيراً إلى عقد أحدث اجتماع في الرياض في سبتمبر 2023.

«الدولتان» الحل الواقعي لصراع الشرق الأوسط

أعرب ياسوناري عن قلق بلاده العميق، تجاه الأحداث المأسوية التي تدور في قطاع غزة، وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل بسبب القتال المستمر، فضلاً عن تردي الأوضاع الإنسانية في مناطق أخرى، بما في ذلك الضفة الغربية ولبنان، مشدداً على أن «الحل الواقعي الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، هو تحقيق حل الدولتين، حتى تعيش إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة جنبا إلى جنب، في سلام وكرامة، من خلال المفاوضات وفقَا للقانون الدولي وعلى أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

ولفت إلى دعوة بلاده المستمرة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وتسليم المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الفلسطينيون بشدة في غزة.

وذكر أن اليابان قدمت مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني، بإجمالي نحو 128 مليون دولار، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن.