أطياف الحياة متنوعة ومختلفة ومتباينة، يفضي بعضها على سعادة واطمئنان وشروق في تحقيق الآمال، وأخرى يكتنفها بعض الضباب، فلا تأتي على ما يتمناه المرء، والإنسان يغدو في هذه الدنيا ويروح ويجتث الآلام حتى يبدو لهُ الأُفق واضحاً جليّاً من أجل تحقيق الأمل.

وإنّ الأمل خُلق رحمةً للناس، وإذا نظرنا إلى آفاق الدنيا فإننا نرى فيها أياماً تحتاج إلى تسليط الضوء عليها لأهميتها، لذلك، اهتمت المنظمة الأممية في الاحتفال باليوم العالمي للأمم المتحدة والذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام.

وذلك لإحياء الذكرى السنوية لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ في عام 1945، حيث تعمل المنظمة الأممية ومنظماتها المتخصصة في العلوم والثقافة والآداب والغذاء والتغذية في مد العون إلى جميع المحتاجين في أصقاع العالم المختلفة.

ونحن اليوم في شدة المواجهة مع الكيان الصهيوني الذي يعمل على نشر الظلم والاستبداد والحرمان في ربوع فلسطين، وحرمان أهلنا فيها من كل مستلزمات العلم والثقافة وحتى الغذاء، حُرم أهلنا في فلسطين منه وقيام الصهاينة بمنع «الأونروا» في تقديم العلم والثقافة، وكذلك منظمة الغذاء والتغذية منعت عن تقديم ما يحتاج إليه هؤلاء الذين يناضلون بكل ما يمتلكون من قوة لتحرير وطنهم ولدحر العدوان عن أرض فلسطين المقدسة، أرض بيت المقدس الذي كرّمه الله الكريم وعظّمه ليكون مأوى للذِّكر والاستغفار لجميع المؤمنين على اختلاف دياناتهم.

ولنتأمل قول بشارة الخوري في رائعته:

قُم إلى الأبطال نلمس جرحهم

لمسة تشفع بالطيب يدانا

قم نجع يوماً مع العمر لهم

هَبه صوم الفصح هَبه رمضانا

إنّما الحق الذي ساروا لهُ

حقنا نمشي إليه أين كانا