الشاعر سعد علوش، له قصيدة فيها من الحِكم الشيء الكثير وراق لي بيت شعري أراه مدخلاً لهذا المقال:
اترك مسافة كافية بينك وبين الآخرين... بعض البشر ودّك حدود المعرفة معهم سلام.
الشاهد، أننا في الآونة الآخيرة، لاحظنا الكثير «يهرف بما لا يعرف» وهنا تقع خطورة «اللسان» في مجتمع باتت وسائل التواصل الاجتماعي تكشف سطحية وسذاجة البعض مما كان الله قد ستر عليه ليبث «خرابيطه وإشاعاته» للعامة عبر الأثير!
وأيضاً في الدواوين والملتقيات لم نعد نفرق بين العاقل والسفيه إلّا من خلال طرحه وحديثه.
ومن فتاوى الحرم النبوي للشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمة الله عليه، حول قوله عز من قائل «ولا تجسّسوا ولا يغتبْ بعضُكم بعضا»... إن قول «لا تجسّسوا» أي لا تتبعوا عورات إخوانكم بالتجسس عليهم ابتغاء الزلات، و«لا يغتب بعضكم بعضا» إنّ «الغيبة ذِكرك أخاك بما يكره».
الحسابات الوهمية/المستعارة لها القانون و«الشدة مطلوبة» لإيقاع أقسى العقوبات عليهم.
أما «ربعنا»، فنذكّرهم بدعاء موسى، عليه السلام «عسى ربي أن يهديني سواء السبيل»... أي الطريق الأقوم: طريقتك في قولك وعملك وكل ما يبدر من الإنسان مُحاسبٌ عليه أمام رب عادل.
أمور لا تعنيك... «ليش تبحث فيها أو تناقشها من الأساس أو تقبل الاستماع لها».
وهذا يمتد إلى ما نرمي إليه في تحليل البعض للوضع القائم... ومحاولة الوصول إلى إجابة شافية للسؤال: إلى أين نحن سائرون؟
الله أعلم... فإن كنت لا تعلم، فلماذا تدخل في نقاش عن أمور لا تعلم عنها؟
طبعاً أعني في ما يخص المشاريع القائمة والتي تنوي الحكومة تنفيذها.
وكي نقطع دابر الإشاعات والتأويل والتجسس والغيبة، كان يفترض أن تبادر الحكومة بتطبيق مبدأ الشفافية تجاه أي مشروع وقّع أو تنوي التوقيع عليه وهذا من السهل تنفيذه عبر لقاءات تلفزيونية حوارية أو مقابلات مع المعنيين بالأمر لاطلاع العامة كنوع من التسويق، شريطة أن يتم شرح كل مشروع وتكلفته ومدة تنفيذه والعائد على البلد والعباد بما فيها إصلاح الطرق وتطويرالتعليم بشقيه، وتحسين الرعاية الصحية وتنويع مصادر الدخل ورفع مستوى المعيشة... وقبل هذا وذاك «برنامج عمل الحكومة»!
نحن كغيرنا نتابع ما يصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وردود الفعل واستيعاب الرسائل المبثوثة تختلف من شخص لآخر.
الزبدة:
أنصح نفسي وأنصح أحبتي الكرام بأن «يتركوا مسافة كافية»، فبعض البشر ممن نحتك بهم ونقابلهم في مواقع مختلفة يستحقون منا «سلام وبس».
لا تشارك بالتجسس والتحسس والغيبة ولا تفرط بحسناتك بسبب أُناس ابتلاهم الله بأمراض وسلوكيات عافانا الله وإياكم مما ابتلاهم به... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi