عزفت جمعية الصداقة الإنسانية أنشودة الخير والمحبة، ولبت نداء المحتاجين من مختلف الأطياف، وساهمت في التخفيف عن كربهم.
فعلى أنغام العود، تداعى المتبرعون، مساء الأربعاء الماضي، لتقديم المساعدة والدعم للأسر المحتاجة من المقيمين على هذه الأرض الطيبة، في حفل العشاء الخيري السنوي الذي أقامته الجمعية في فندق «سانت ريجيس»، بحضور رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، وعدد من الشخصيات العامة وحشد من داعمي الجمعية.
وفي المزاد الخيري العلني الذي خصص ريعه لمساعدة المحتاجين، من المقيمين من مختلف الجنسيات، تنافس المتبرعون على شراء عقد من اللؤلؤ انتهى إلى بيعه بمبلغ 10500 دينار.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الكاتب الصحافي أحمد الصراف، في كلمة له أثناء الحفل، إنه «لمن دواعي سروري الوقوف وسط هذا الحضور الكبير والراقي، من مُحبي وداعمي أنشطة الجمعية، في أجواء مملوءة محبةً وإنسانية مقصدها الأول والأخير عمل الخير لأجل الخير ليس إلا»، مؤكداً أن «تأسيس وقيادة هذا الصرح الخيري كان شرفاً وحُلماً طالما راودني، ليتسنى لي ولمُحبي عمل الخير توجيه ريعه بالطرق الصحيحة دون إساءة استغلاله، ووفق ترتيب جاد وضوابط مُحكمة، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لضمان إيصاله إلى مصارفه الحقّة ليستفيد منه المُعوزون الحقيقيون».
المخالفات والهفوات
وذكر الصراف أن «مجلس إدارة الجمعية حمل على عاتقه مسؤولية العمل بشرف، من دون السماح بوقوع أي أنواع المخالفات عموماً، أو الهفوات المالية الصغيرة خصوصاً. والجمعية حققت هذا الهدف ونجحت في بلوغه بجدارة، ووزارة الشؤون شاهدة على ذلك»، لافتاً إلى أن «أبرز نقاط قوة الجمعية، التي تمنحها خصوصية نادرة، ليس مساعدة المحتاجين من المقيمين فحسب، وإنما ربما تُعد الوحيدة بين نظيراتها التي سمحت بتلقّي المساعدات منهم (المقيمين) باختلاف جنسياتهم وتنوع خلفياتهم الدينية، سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو بوذيين أو هندوس».
وشكر اللجنة التنفيذية للجمعية المنبثقة عن مجلس إدارتها، التي تجتمع بصورة متواصلة لإقرار منح المساعدات بطرق عادلة ومنظمة، «والشكر موصول إلى الإدارة النشطة للجمعية بقيادة مديرها العام خالد بن سبت، والتي نظّمت هذه الاحتفالية الخيرية الإنسانية الرائعة».
تكريم «قدامى المقيمين»
وذكر الصراف أن «العمل داخل الجمعية قائم على التطوع، خصوصاً أن كادرها الإداري، بخلاف مجلس إدارتها، يضمّ موظّفين اثنين فقط هما المدير العام والمحاسب»، مخاطباً متبرعي الجمعية بالقول إنه «بغير كرمكم ما كان لنا الاستمرار أو تحقيق أهدافنا المرجوة أو بلوغ جُملة الانجازات الخيرية والانسانية التي حققناها منذ الإشهار واستفاد منها مواطني عشرات الجنسيات المقيمة في البلاد». وأعلن عن تكريم 10 من «قدامى المقيمين» في الكويت لدورهم الإنساني والاجتماعي والاقتصادي الكبير في خدمة البلاد طوال عقود عاشوها بسلام على أرضه، موضحاً أن الجمعية سعت جاهدة إلى تغيير حياة الكثيرين إلى الأفضل، لكن دون معرفة أحداً منهم بهوية أو جنسية أو مذهب أو ديانة من ساعدوهم أو دفع عنهم فاتورة العلاج أو أقساط مدارس أبنائهم.
بدوره، قال مدير عام الجمعية خالد بن سبت إن «جمعية الصداقة تسعى دائماً إلى تطوير وتنويع وسائل مساعدتها المقدمة إلى المحتاجين، بدعم من أهل الخير الذين دون مساندتهم لما كنّا تمكنّا من تنفيذ رسالتنا الإنسانية وتحقيق أهداف الجمعية ورؤيتها»، لافتاً إلى أن الجمعية تفردت في مشروع تكريم «قدامى المقيمين» الذين أمضوا أكثر من نصف أعمارهم في خدمة البلاد، بمختلف المجالات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، مؤكداً استمرار الجمعية في تقديم مساعداتها الإنسانية للفئات المشمولة وفقاً للضوابط والاشترطات المعمول بها.