احتضنت جمعية الفنانين الكويتيين، أمس، جلسة حوارية عنوانها «استماع» في قاعة «شادي الخليج»، شارك بها كل من نائب رئيس الجمعية الملحن القدير أنور عبدالله، والوكيل المساعد لقطاع الإذاعة والباحث في التراث الكويتي الدكتور يوسف السريع.
وشهدت الندوة، حضورعدد من المتخصصين ومحبي التراث الفني بينهم الدكتور خالد رمضان، والدكتور حسين الأنصاري، والدكتور سعود المسعود، والفنان ياسر العماري، إلى جانب أمين الصندوق في الجمعية زبير العميري، وغيرهم.
«توثيق الفنون»
في البداية، ثمّن السريع دور ودعم جمعية الفنانين الكويتيين في الموسم الفني الجديد، في إقامة مثل هذه الفعاليات التي تسهم في توثيق تاريخ الفنون الغنائية الكويتية القديمة، مقدماً الشكر والتقدير إلى رئيس مجلس الإدارة الفنان القدير عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج»، وإلى أعضاء مجلس إدارة الجمعية.
ولفت إلى أن «استماع» تتناول الفن الجميل والذكريات من خلال الاستماع إلى نوعية معينة من التاريخ والأرشيف من الأسطوانات الغنائية الكويتية القديمة، و«أرشيف إذاعة دولة الكويت الذي يتضمّن كنوزاً تراثية للكثير من الفنانين الذين شاركوا في هذه الإذاعة العريقة، والذين أبدعوا في مجالهم في الصوت والسامري والخماري، على غرار عبداللطيف الكويتي وعبدالله فضالة ومحمود الكويتي، وغيرهم ممَنْ تميزوا بعطاء وتاريخ فني ثري وعريق».
واستعرض السريع عبر شرح مفصّل خلال الندوة الأسطوانات الغنائية القديمة، وأهمية العمل على توثيقها والمحافظة عليها من الاندثار، كما استمع الحضور إلى مجموعة من التسجيلات الغنائية القديمة بصوت روّادها من الفنانين الأوائل على المستوى الكويتي والعربي، منها أسطوانة لعبداللطيف الكويتي تعدّ الأولى في الكويت، إذ قام بتسجيلها في العام 1927 وكانت من إنتاج شركة «بيضافون»، بالإضافة إلى أسطوانة «ساحل البدوان» في العام 1927 والتي تعتبر من الأسطوانات النادرة بصوت الفنان محمود الكويتي. كما استمع الحضور إلى مجموعة متنوعة من الأسطوانات الكويتية والعربية لفنانين عديدين بينهم عبدالله فضالة، عبدالعزيز العسكر، عواد سالم وغيرهم.
«التراث الموسيقي»
في غضون ذلك، قال الملحن القدير أنور عبدالله إن جمعية الفنانين الكويتيين متواصلة بإقامة المزيد من الفعاليات المتنوعة ما بين الموسيقية والتراثية، إلى جانب الندوات المتخصصة، لافتاً إلى أن هذه الندوة تطرقت إلى الاستماع والإصغاء إلى الأعمال الخالدة في تاريخ الغناء الكويتي والعربي، مشيراً إلى قيمة هذا التراث والمخزون من الأسطوانات الغنائية.
وذكر أن انتشار الأغنية الكويتية القديمة في أرجاء العالم العربي كان بجهود روّادها الأوائل، الذين غنّوا أعمالهم وسجلوها على أسطوانات ما بين الهند وبغداد والقاهرة واليمن ولندن، وبينهم الرعيل الأول أمثال عبداللطيف ومحمود الكويتي، عبدالله فضالة، عواد سالم، وغيرهم.
كما قام عبدالله بالعزف على آلة «العود» والغناء بصوته لمجموعة من الأعمال القديمة، من بينها «لي خليلٍ حسين» لـ«شادي الخليج»، وهي من ألحان أحمد باقر، إلى جانب أغانٍ أخرى مثل «حالي حال» للملحن غنام الديكان.
«ذكريات راسخة»
استذكر السريع «العديد من الذكريات التي قال إنها لاتزال راسخة بمخيلته وتأثر بها كثيراً، من أغاني الفنانين الكبار أمثال عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» وخليفة العميري ومنصور الخرقاوي وغنام الديكان وراشد الحملي وبدر الجويهل وهناء العشماوي، مشيداً بدور إذاعة الكويت، خصوصاً فرقة الإذاعة، بإحياء تلك الأعمال. كما تطرّق إلى ما قدمه من برامج إذاعية، منها برنامج تناول الأسطوانات الغنائية الكويتية والعربية القديمة.
«تحدي الإعاقة»
تحدّث عبدالله عن ذكرياته مع تلك الأسطوانات التي احتوت على روائع من الفنون الكويتية والعربية العريقة، موضحاً أن الفنانين الكويتيين وقتذاك واجهوا الكثير من الصعوبات، لاسيما الفنان عبداللطيف الكويتي الذي تحدّى الإعاقة، ووصلت أعماله الغنائية إلى الشرق والغرب من العالم العربي.