قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن المملكة ربما تكون الدولة الوحيدة التي ستجني مالاً من انتقال الطاقة (التحول نحو الطاقة المتجددة)، وقال: «نحن في المملكة لا نعرف كلمة (مستحيل)».
وأضاف أثناء مشاركته في فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، التي انطلقت أمس: «في تقديري، وآمل ألا أكون مخطئاً، وأترك ذلك للتاريخ ليأتي بحكمه على ما سأقوله لكن أروني أي دولة مرت بهذا القدر من التحول في هذه المدة الوجيزة من الزمن... أنتظر أي أحد ليخبرني عن دولة قامت بما نقوم به».
وتابع الوزير: «السعودية لا تعرف كلمة مستحيل، نحن ننتقل بغاية وهدف، يمكن أن تروا هذه الغاية أمامكم، نحن نريد الاستفادة والتحول للاقتصاد الدائري للكربون، والتحول إلى تنويع مجالات التصنيع، لخلق فرص العمل وهو أمر محوري للدولة».
وتابع «أعتقد أننا سنوقع اليوم شيئاً مع صندوق الاستثمارات العامة تمهيداً للإعلان في باكو عن منصة للتبادل».
وأضاف أن المملكة ستواصل إضافة 20 غيغاواط سنوياً من الطاقة المتجددة بنهاية العام الجاري، وأنها تعمل على تصدير الطاقة بكل أشكالها، مشيراً إلى أن المملكة تحاول استخدام الاقتصاد الدائري، والدخول إلى مجال التصنيع لخلق مرونة وتنويع الاقتصاد.
وقال الأميرعبد العزيز «نحن أكبر منتج للهيدروجين ومستعدون للتصدير». ولفت إلى أن «الحكومة تقوم بربط كل مناطق المملكة بمصدرين على الأقل للكهرباء، هذه الرحلة بدأت قبل ذلك بكثير منذ سبعينات القرن الماضي، وقد رأينا النتائج، وانتقلنا من استخدام السوائل إلى الغاز في إنتاج الكهرباء والمياه، ولدينا شيء نعتقد أننا فخورون به، كفاءة الطاقة، بدأنا البرنامج في 2012، وعملنا كحكومة، وأكثر من 20 جهة ومؤسسة شاركوا في البرنامج، وما حققناه في أقل من 6 سنوات يمكن مضاهاته بما حققته أميركا».
ولفت إلى أن دول مجلس التعاون الاقتصادي والتنمية حققت ما تصبو إليه في 50 سنة، ونحن نحقق ذلك
في 20 في المئة من الوقت الذي استغرقوه لتحقيق كفاءة الطاقة، مؤكداً العمل بشكل مسبق على تحديد المواقع الصالحة لتوليد الطاقة المتجددة، وقال في شأن التحول وإمكانات السعودية في إنتاج الوقود الأخضر،«نحن لا نقامر ولا نتحدث عن أحلام اليقظة، فهناك عقود وقّعت بالفعل»، مؤكداً أنه يعرف ما يفعله الشباب في وطنه«ممن لديهم الطموح والتحمل والموهبة للوصول إلى ما يريدونه».
وعلى صعيد متصل، قال«ملتزمون بالحفاظ على طاقة إنتاجية للنفط الخام عند 12.3 مليون برميل يوميا».
من جهتها، أكدت ممثلة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار المهندسة نورة سليمان الفصام أن«مبادرة مستقبل الاستثمار»التي تستضيفها السعودية تسهم في تأمين مستقبل مستدام للبشرية.
وقالت الفصام في تصريح مشترك لتلفزيون الكويت و«كونا»:«تأتي مشاركتنا في المبادرة دعماً منا للأشقاء في السعودية والدور الكبير الذين يقومون به من أجل تحقيق التنمية المستدامة» مشيدة بنجاح المبادرة والمشاركة الكبيرة بها من مختلف دول العالم، مفيدة بأن هذه المبادرة من شأنها معالجة التحديات التي يواجهها العالم كالتغير المناخي والأمن الغذائي ومستقبل الطاقة عبر جلسات حوارية عدة بين كبار المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع الخاص المشاركين في المبادرة من مختلف دول العالم.
وشدّدت على أن مشاركة الكويت تأتي لبحث وإيجاد الحلول لكل هذه القضايا، إضافة الى الخروج بالتصور ووضع الخطط الإستراتيجية التي تسهم في تعزيز التنمية المستدامة بالكويت.
وذكرت «نحن في الكويت الآن في مرحلة تعزيز النمو والاقتصاد وطرح المشاريع الكبرى التي تهم الكويت وتسهم في ترسيخ التكامل مع دول الخليج.
وبينت أنه خلال اللقاءات التي عقدتها تناولت إستراتيجية الكويت ورؤية 2035 والمشروعات التي تعتزم الكويت إنجازها مثل مشروع ميناء مبارك الكبير ومشروعات النفط والغاز والطاقة المتجددة بالإضافة إلى مشروعات التكنولوجيا والبنية التحتية والإسكانية.
من ناحيته، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إن مؤشر تكوين رأس المال الثابت من أهم مستهدفات السعودية لرصد الاستثمار الأجنبي، مضيفاً في مقابلة مع«العربية Business»، أن المملكة تواصل التركيز على مستهدفاتها الاقتصادية رغم كل التحديات عالمياً.
وأكد أن تخارج المستثمر الأجنبي من السعودية عند أقل مستوى له في 15 عاماً مبيناً أن المملكة استطاعت مواجهة مختلف التحديات الجيوسياسية عالمياً بفضل متانة الاقتصاد، فيما أشار إلى أن الاقتصاد السعودي في مركز الشرق الأوسط، مضيفاً: نشعر بالألم إذا وجد على المستوى الإنساني، وكذلك نرى الإرباكات الحاصلة في البحر الأحمر.
وأضاف الفالح في جلسة حوارية، أن ما يحصل يدفع البعض للتساؤل عن تأثير ذلك على الاقتصاد، مؤكداً أن ذلك بالطبع له تأثيرات سلبية، ولكن بفضل«رؤية المملكة» فإن العوامل الدافعة أكثر من العوامل المعوقة.
وتابع: «لدينا نمو حتى في ظل هذه الاضطرابات، فقد زاد الناتج المحلي الإجمالي 70 في المئة منذ إطلاق (رؤية المملكة 2030) حتى الآن، وإذا نظرنا إلى مجموعة العشرين، خلال هذه الفترة والتذبذبات والصدمات التي حصلت، بما في ذلك الصدمات في سوق النفط، نجد أن السعودية كانت ثاني أكثر الاقتصادات نمواً في هذه المجموعة».
وقال:«إذا انتقلنا إلى الاستثمار نجد أننا استهدفنا 3.3 تريليون دولار من الاستثمار المباشر، ما نسميه معادلة رأسمال النمو، مضيفا أن هذه المعادلة تنمو 8 في المئة سنة بعد أخرى، وعدد تراخيص الشركات الدولية عشرة أضعاف ما كان عليه قبل الرؤية، وفي مجال السياحة، انتقلنا من (صفر) إلى 100 مليون زيارة سياحية خلال السنة الماضية».